شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٨٩
غير أن يكون له أصل صحيح أو سند صريح وكانوا ظالمين في هذا الاستبدال على أنفسهم ومن اتبعهم إلى يوم الدين (وزعموا أن من اختاروا.. اه) فيه تصريح ببطلان اختيارهم لأنه مضاد لاختيار الرسول (صلى الله عليه وآله) وأكثر مما يستعمل فيه الزعم في كلام الفصحاء الكذب والباطل والشك واعلم أن الأحاديث المشتركة بين العامة والخاصة وصريح كلام علمائهم المشهورين دلت على أنهم غصبوا الخلافة منه (عليه السلام) وظلموه قال أبو عبد الله الآبي في شرح مسلم: ونقل عن بعض أصحابه أيضا أنه لم يكن بعد النبي (صلى الله عليه وآله) أحد يماثله (عليه السلام) أو يدانيه ويقاربه في صفات كماله وأنه كان في كل واحدة من صفات الكمال فائقا على جميع الأمة وأنه كان أولى باستحقاق الخلافة والإمامة من الجميع إلا أنه أجمعت الصحابة على أبي بكر مع أنه ذكر في الشرح المذكور أن كثيرا من الصحابة لم يبايعوا صاحبهم وعدهم بأسمائهم وظني أني ذكرتها في شرح الأصول.
أقول: لعل السبب لعدولهم عنه (عليه السلام) حب الدنيا والرئاسة وغلبة تصرفهم في أمور المسلمين وأموالهم وبيت المال وطمع الفاسقين منهم في الولايات الجزئية وشدة حسدهم وعداوتهم على أهل البيت عليهم السلام خصوصا على ذاته المقدسة حيث قتل من أقربائهم جمعا كثيرا واعتقادهم أن مخالفة حكم النبي (صلى الله عليه وآله) سهل كمخالفة حكم ساير الأمراء والسلاطين.
(وإن مهاجر آل أبي قحافة خير من المهاجري الأنصاري الرباني) الياء فيها للنسبة والجمع إن كان علما كالأنصار لا يرد إلى الواحد في النسبة والمراد به ذاته المقدسة (عليه السلام) وفي النهاية الرباني منسوب إلى الرب بزيادة الألف والنون للمبالغة وقيل: هو من الرب بمعنى التربية كانوا يربون المتعلمين بصغار العلوم قبل كبارها والرباني العالم والراسخ في العلم والدين والذي يطلب بعلمه وجه الله تعالى وقيل: العالم العامل المعلم.
(ناموس هاشم بن عبد مناف) الناموس صاحب سر الملك والحاذق وقيل: صاحب سر الخير وفيه إشارة إلى مفاخر هاشم وقد كان في حسن الظاهر والباطن والكرم والأخلاق والعلم والعفاف مشهورا في العرب.
(ألا وإن أول شهادة زور) أي كذب وافتراء (وقعت في الإسلام شهادتهم أن صاحبهم مستخلف رسول الله (صلى الله عليه وآله)) دل على أنهم ادعوا استخلافه ولم أطلع في رواياتهم ما يدل عليه إلا ما رووه من أنه (صلى الله عليه وآله) استخلفه عند اشتداد المرض على الصلاة بالقوم وفيه على تقدير صحته أنهم نقلوا أيضا أنه (صلى الله عليه وآله) مع شدة مرضه جاء متكئا على علي (عليه السلام) وعباس إلى المسجد وعزله وصلى بالقوم فلعله استخلفه ثم عزله ليظهر أنه لا يستحق الخلافة للصلاة فضلا للخلافة العامة كما استخلفه في تبليغ سورة البراءة ثم عزله بنصب علي (عليه السلام) لذلك ومنهم من أخذته العصبية فقال لم يعزله واقتدى به وهذا افتراء ومخالف لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله
(٢٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481