شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٣٠٠
(وليس لله كيف ولا أين) لما مر من أنهما مخلوقان فلو كانا له لزم افتقاره إلى خلقه به واتصافه به وانتقاله من حال إلى حال والكل محال وإنما كرر نفي الكيف والأين عنه لأن أكثر الخلق يتوهمونهما له (ولا حد يعرف) نفى عنه الحد العرفي وهو المتألف من أجزاء الماهية وخواصها والحد اللغوي وهو النهايات المحيطة بالجسم والجسمانيات لأن الأول مستلزم للتركيب والتوصيف والثاني من لواحق الكم وتوابعه (ولا شيء يشبهه) لأن المشابهة بين الشيئين إما في الحقيقة أو في أجزائها أو في عوارضها ولا يشبهه الممكن في شيء من ذلك أما الأول فظاهر وأما الأخيران فلأنه لا جزء ولا عوارض له.
(ولا يهرم لطول بقائه) لأن الهرم إنما يحصل بتغير المزاج وانفعاله وانكساره بطول الزمان وتوارد المصايب وكل ذلك ممتنع (ولا يصعق لذعره) الذعر بالضم الخوف والضمير راجع إليه عز وجل أي لا يفزع أو لا يموت أو لا يغشى عليه لخوفه من شيء لأنه قاهر على كل شيء قادر على إعدامه في أقل من طرفة عين فكيف يصعق خوفا منه؟ ولأن ذلك تابع للحياة الزائدة عن الذات فتزول بطريان أسباب الزوال وحياته ليست بزائدة (ولا يخاف كما تخاف خليقته من شيء) لأن الخوف تابع للانفعال وهو منزه عنه والنفي راجع إلى القيد والمقيد جميعا (ولكن سميع بغير سمع وبصير بغير بصر) لأن سمعه وبصره عبارة عن العلم بالمسموعات والمبصرات فهما نوعان من مطلق العلم (وقوى بغير قوة من خلقه) أي قوى بذاته لا بقوة زائدة هي خلقه أو بعض خلقه أو نشأت من خلقه فمن على الأول للتيين وعلى الثاني للتبعيض وعلى الثالث للابتداء والحاصل أنه لو كانت له قوة زائدة لزم إما اتصافه بخلقه أو الاستعانة به كما يستعين السلطان منا بقوة عساكره (لا تدركه حدق الناظرين) الحدق جمع الحدقة وهي العين أو الناظرة منها وفيه تنزيه له عن الرؤية بحاسة البصر لتنزهه عن الضوء واللون والجسمية ولواحقها من الجهة والأين وتوجيه البصر وإدراكه به (ولا يحيط بسمعه سمع السامعين) لأنه يسمع بذاته ما لا يسمع السامعون من الأصوات الخفية التي بلغت في الخفاء حدا لا يدركه حديد السمع كحسيس النملة على الصخرة الملساء وصوت جناح الجرجس في الهواء.
ثم أشار إلى تنزيه صنعه من الحاجة إلى الآلة والحيلة والمشورة والاستعانة وغيرها بقوله: (إذا أراد شيئا كان) ذلك الشيء كما أراد من غير تراخ ولا مهلة (بلا مشورة) من الغير ليعلم صلاح أمره وفساده (ولا مظاهرة) من أحد في الإيجاد ليجيء الفعل كاملا بانضمام القوتين (ولا مخابرة) هي أن يعطى الرجل أيضا أرضا غيره ليزرع فيها على النصف والثلث والربع وغيرها يعني أنه تعالى لم يفوض أمر ملكه وخلقه إلى غيره ليعمل فيه ويكون له نصيب منه إما للعجز عن العمل فيه أو لغرض آخر كما يقوله من زعم أنه تعالى واحد لا يصدر منه إلا الواحد وأن أمر الباقي مفوض إلى
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481