شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٨٨
بدفنه واشتغلوا بنصب الخليفة وعللوا ذلك بأنه لا يجوز بقاء الأمة بعده بلا إمام طرفة عين ولم يعلموا لجهلهم أنه يلزمهم ذلك لبقاء الأمة عندهم بلا إمام أكثر وأنه يلزم أن يكونوا أعلم منه (صلى الله عليه وآله) حيث لم يعلم أنه لا يجوز ذلك ومضى بلا نصب إمام، لا والله علموا جميع ذلك ولكن حب الدنيا والرئاسة حملهم عليه. من أضله الله فلا هادي له.
(وانتكصوا على الأدبار) النكوص الرجوع إلى وراء هو القهقري وبذلك قد أدبر من الدنيا ما كان مقبلا في عهده (صلى الله عليه وآله) من الخير وصلاح أهلها وأقبل منها ما كان مدبرا من الشرور التي أدبرت فيه وظهور الإسلام وإليه أشار (صلى الله عليه وآله) بقوله «الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ» وفيه تنبيه على أن رجوعهم عن الدين على هذا الوجه تمويه وتدليس منهم إذ لو أدبروا عنه بالكلية وتركوه من جميع الوجوه لم يحصل ما هو مطلوب لهم من الرئاسة لعدم تحقق الانقياد لهم من العرب وغيرهم من أهل الإسلام.
(وطلبوا الأوتار) جمع وتر وهو الجناية التي يجنيها الرجل على غيره من قتل أو نهب أو سبي ومنه الموتور الذي قتل له قتيل ولم يدرك بدمه وكأنه إشارة إلى سبب انحرافهم عنه (عليه السلام) وهو أنه جنى من كل قوم من العرب جنايات وقتل منهم جماعة في الحروب فصار ذلك سببا لميلهم عنه أو إشارة إلى ما وقع بينه وبين معاوية وأصحاب الجمل وأهل النهروان فإن كلهم نسبوا الجناية إليه من قتل عثمان وغيره مما لم يفعله فيكون حينئذ إخبارا بالغيب لأنه أخبر بما سيقع وقد وقع والإتيان بالماضي للدلالة على تحقق وقوعه.
(وأظهروا الكتائب) جمع الكتيبة وهي القطعة العظيمة من الجيش وهذا أيضا يحتمل الأمرين الأول الجيوش التي سيخرجون عليه والثاني جيش أبي بكر لأنه صار سلطانا صاحب جيش يحارب بهم كل من خالفه (وردموا الباب) سدوه وأراد به ذاته المقدسة لأنه باب الله وباب الشريعة وباب مدينة العلم والمراد بسده منع الناس من الرجوع إليه والدخول فيه (وفلوا الديار) أي كسروا دار الإسلام والشريعة وغلبوا على أهلها قهرا وعنوة (وغيروا آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله)) وهي سنته وقوانينه التي قررها بأمر الله في بضع وعشرين سنة (ورغبوا عن أحكامه) من الحلال والحرام وغيرهما لأن بناء تصرفاتهم في الدين على القياسات والاجتهادات والاستنباطات المخالفة لمناط الأحكام الشرعية وقد كان المعروف من الأحكام ما عرفوه بآرائهم وإن كان منكرا في الشريعة والمنكر منها عندهم ما أنكره طباعهم وإن كان معروفا فيها.
(وبعدوا من أنواره) وهي العلوم الإلهية والأسرار القرآنية أو الأئمة الطاهرة فخرجوا بذلك من طاعة الله ورسوله ورجعوا إلى الضلال القديم والجهل الذي كانوا عليه.
(واستبدلوا بمستخلفه بديلا اتخذوه) فيه إيماء إلى أن منشأ الاستبدال إنما هو أهواؤهم من
(٢٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 293 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481