شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٩١
(فقد أمهل الله عز وجل شداد بن عاد وثمود بن عبود) قال الشيخ محمد (رحمه الله) عبود بفتح العين وشد الباء، من تاريخ المدينة، وذكر في القاموس: أيضا عبود كتنور، وفي نسخة: من تاريخ المدينة بالنون المخففة ولا يخفى أنه تصحيف.
(وبلعم بن بحور) في القاموس: بلعم كجعفر الأكول الشديد البلع ورجل معروف أو هو بلعام انتهى وكان أباه سمي بالبحور لكثرة ما له من تبحر في المال إذا كثر ماله أو لكثرة حمقة أو كذبه أو فضوله ومنه الباحر وهو الأحمق والمكذاب والفضولي وفي بعض النسخ «باعور» بدل بحور (وأسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة) النعمة كل ما يصح الانتفاع به فإن كان من شأنها أن تنالها الحواس فظاهرة وإلا فباطنة، أو المراد بالظاهر كل ما يحتاجون إليه في الحياة الدنيوية وبالباطنة كل ما يحتاجون إليه في الحياة الأخروية مثل إنزال الكتب وبعث الأنبياء وتقرير الحجة ونصب الأوصياء. أو المراد بالظاهرة بعث الرسول بالباطنة تكميل العقول.
(وأمدهم بالأموال والأعمار) وهما من جلايل النعماء أما الأول فلأنها دافعة للحاجات والبليات وباعثة على جلب المنافع والمرغوبات ووسيلة إلى تحصيل المطالب جلها بل كلها ولذلك من الله تعالى به في مواضع عديدة وأما الثاني فلأن طول العمر سبب لزيادة التجربة وتحصيل المعارف وتكميل النفس وتحصيل الثواب والتلذذ بنعيم الدنيا مع الغنى والشكر له وتحمل الصبر والمشقة وألم الغربة مع الفقر وكل ذلك نافع في الآخرة وسبب لرفع الدرجات (وأتتهم الأرض ببركاتها) أي بعطاياها لهم ولأنعامهم وهو كناية عن الخصب والرخاء فيها وإسناد الإتيان إلى الأرض مجاز باعتبار أنها سبب مادي لها (ليذكروا آلاء الله) الظاهرة والباطنة ويؤدوا شكرها طلبا للزيادة في الدنيا والفلاح في الآخرة كما قال الله تعالى (فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون) وفيه ايماء إلى أن ما فعله بهم ابتلاء منهم ليبلوهم أيهم أحسن عملا وأكثر ذكرا، ولذكر الآلاء فوائد أشار إلى ثلاثة منها بقوله:
(وليعترفوا الإهابة) (كذا) ليعترفوا بالتعظيم والتوقير له على سبيل الكناية وعلى أن أهاب بمعنى هاب يقال: هاب الشيء يهابه إذا وقره وعظمه وفي بعض النسخ بالواو والأول أنسب لما ستعرفه (والإنابة إليه) للخوف من أخذه والطمع في رفده.
(ولينتهوا عن الاستكبار) على الله وعلى أوليائه بالمعصية والمخالفة وترك المتابعة وذكر الآلاء للسبب للانتهاء عنه إذ من ذكر آلائه تعالى على نفسه في بدء وجوده إلى كماله علم أنه عبد ذليل بين يدي رب جليل فيحصل له الذل والانكسار وملكة الانتهاء عن الاستكبار، ومما ذكرنا ظهر أن ترتبه على قوله ليذكروا كما يقتضيه ثم أظهر من ترتبه على سوابق هذا القول كما يقتضيه الواو.
(فلما بلغوا المدة) في وقت الموت أو الوقت المقدر لنزول العذاب عليهم (واستتموا الأكلة)
(٢٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 296 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481