هي بالفتح المرة من الأكل وبالضم اللقمة والقرصة والطعمة والمراد هنا الرزق.
(أخذهم الله تعالى) أخذ عزيز مقتدر (واصطلمهم) الاصطلام افتعال من الصلم وهو القطع المستأصل وقد أشار جل شأنه إلى جميع ذلك بقوله (أفرأيت أن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون).
(فمنهم من حصب) أي رمى بالحصباء من السماء وهي الأحجار الصغار كقوم لوط أو بريح عاصفة فيها حصباء كقوم عاد وقوم هود.
(ومنهم من أخذته الصيحة) وهلكوا جميعا كأهل مدين قوم شعيب (ومنهم من أحرقته الظلة) كأصحاب الأيكة وقد بعث إليهم شعيب كما بعث إلى مدين فكذبوه وعتوا عن أمر ربهم فسلط عليهم الحر سبعة أيام حتى غارت أنهارهم وأظلتهم السحابة فاجتمعوا تحتها فأمطرت عليهم نارا فاحترقوا.
(ومنهم من أودته الرجفة) أي أهلكته كقوم صالح قال الله تعالى (فعقروا الناقة وعتو عن أمر ربهم وقالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا إن كنت من المرسلين * فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين) الرجف والرجوف التحريك والاضطراب ومنه سميت الزلزلة رجفة لاضطراب الأرض بها والمراد بالرجفة هنا إما ما لحقهم في الأيام الثلاثة من التغير والاضطراب أو ما أتاهم من الصيحة في ضحوة اليوم الرابع فتقطعت قلوبهم.
(ومنهم من أردته الخسفة) في الأرض كقارون وأضرابه (وما كان الله ليظلمهم) أي يعاملهم معاملة الظالم فيعاقبهم من غير جرم كما هو شأن الظلمة (ولكن كانوا أنفسهم يظلمون) يفعل ما يوجب عذابهم واستيصالهم.
(ألا وإن لكل أجل كتابا) كتب فيه ذلك الأجل ولعله اللوح المحفوظ المرقوم فيه كل شيء وقيل: هو العلم الإلهي المعبر عنه بالكتاب المبين.
(فإذا بلغ الكتاب أجله) كناية عن انتهائه والظاهر أن جزاء الشرط هو قوله:
(لو كشف لك عما هوى إليه الظالمون) أي لو كشف الحجاب بينك وبين ما هبطوا إليه ونزلوا فيه من نار ذات لهب ألمها شديد وقعرها بعيد.
(وآل إليه الأخسرون) من شناعة عاقبتهم وفضاعة عقوبتهم وشدة نكالهم وعظمة وبالهم وتغير صورتهم وانكسار هيئتهم.
(لهربت إلى الله عز وجل) واستعذت به (مما هم عليه مقيمون) من الكفر بالله وبرسله وكتبه وشرائعه وترك أوامره ونواهيه، وفيه إحضار للصورة الماضية للتنبيه على ظهورها والتنفير منها (وإليه صائرون) مما يعجز عن وصفه البيان ويستوحش من ذكره اللسان، ولما ذكر (عليه السلام) أن زمرة من