شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٩٤
(ثم تلزمهم المعرات خزيا في الدنيا) المعرة مفعلة العرو هي الشدة وسوء الخلق والإثم والأذى والغرم والدية والجناية وكل ذلك لازم للخلافة مع الجهل، والخزي - رسوا شدن وخوار شدن وهلاك شدن -، يقال: خزى كرضى خزيا ذل وهان وافتضح ووقع في بلية وشهوة يذل بها (ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب) بحسب الكم والكيف والبقاء، والظاهر أن الواو للحال عن ضمير الجمع والعطف على تلزمهم محتمل.
(وما الله بغافل عما يعملون) فيه وعد ووعيد وحث على الخير وزجر عن الشر لأن العامل إذا علم أنه تعالى يعلم عمله ويجزيه بحسبه يجتهد في الخير ويجتنب عن الشر.
(فما جزاء من تنكب محجته) أي أعرض عن الطريق المستقيم والضمير إما راجع إلى الله تعالى أو إلى الموصول وهو أنسب وكذا في البواقي (وأنكر حجته) هي الدليل والبرهان ولعل المراد بها الرسول (صلى الله عليه وآله).
(وخالف هداته) (كذا) لعل المراد بهم الأئمة عليهم السلام (وحاد عن نوره) أي رجع وأعرض عنه ولعل المراد به القرآن أو الشريعة إذ هما كالنور في كشف الحجاب عن وجه المطلوب.
(واقتحم في ظلمه) أي دخل فيه بلا روية في سوء خاتمته ولا تفكر في قبح عاقبته.
(واستبدل بالماء السراب) السراب ما تراه نصف النهار في فلاة من لمعان الشمس عليها فظن أنه ماء يسرب أي يجري وأراد (عليه السلام) بالماء نفسه القدسية فإنها بمنزلة الماء في كثرة الانتفاع وإحياء القلوب القابلة أو العلوم الشرعية وبالسراب من انتحل الخلافة أو الجهل.
(وبالنعيم العذاب) أراد بالنعيم نعيم الجنة أو ذاته الطاهرة النافعة كما فسر به في قوله تعالى:
(ثم لتسألن يومئذ عن النعيم).
(وبالفوز الشقاء) أي استبدل بالفوز بالسعادة والرحمة والرضوان بالشقاء الموجب للحسرة والخيبة والخسران (وبالسراء الضراء) السراء كما مر الحالة التي تسر والضراء نقيضها وهي الحالة التي تضره ولعل المراد بالأولى حالة النفس بسبب اتصافها بالإيمان وأركانه ولوازمه وبالثانية حالتها بسبب اتصافها بالكفر وأركانه ولوازمه.
(وبالسعة الضنك) أي استبدل بسعة العيش في الأخرة ضنكه وضيقه فيها لتركه أسباب الأول وتحصيله أسباب الثاني أو في الدنيا أيضا لأن سعة العيش فيها إنما هي بمتابعة الإمام العادل الدافع للظلم والجور عن النفس والمال والقسمة وضيقه بمتابعة الجائر الداعي إليها.
(إلا جزاء اقترافه وسوء خلافه) أي اقترافه ما ذكر من التنكب وما عطف عليه أو الأعم وسوء خلافه مع الرسول ووصيه وأفاد بالاستثناء أنه لا ظلم في ذلك الجزاء.
(٢٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 289 290 291 292 293 294 295 296 297 298 299 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481