شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٩٩
مكان له، وفي الابتداع إشعار بأنه لو كان له مكان لكان مكانه مبتدعا حادثا فلم يكن جل وعز قبل حدوثه في مكان فلا يكون بعده أيضا فيه لما مر (ولا قوى بعدما كون شيئا) ليس الغرض من تكوين الأشياء تحصيل القوة والاستعانة بها في سلطانه على غيره بل الغرض منه إظهار ربوبيته وحكمته وقدرته وإمضاء تقديره وتدبيره وعظمته (ولا كان ضعيفا قبل أن يكون شيئا) فلم يكونه لجبر ضعفه وتشديد قدرته ورفع العجز عنه كما يفعله الصانع منا لتحصيل القوة والقدرة على تحسين صناعته ورفع العجز منها عن نفسه لأنه إنما يحتاج إلى ذلك العاجز الناقص في القدرة والقوة والله سبحانه هو القادر القوي على الإطلاق (ولا كان مستوحشا) أي مغتما بتفرده والاستيحاش ضد الإستيناس (قبل أن يبتدع شيئا) فلم يبتدعه ليستأنس به ويدفع ألم الوحشة عن نفسه لأن الوحشة من لوازم التغير وتوابع المزاج ولواحق الحيوان الذي يأخذ من جنسه أو من غير جنسه أنيسا يستأنس به وقدس الحق منزه عن ذلك (ولا يشبه شيئا) لا في الذات ولا في الصفات لتنزهه عن المشابهة بخلقه إذ الوجوب الذاتي يتأبى عن المشابهة بما في عالم الإمكان.
(ولا كان خلوا من الملك قبل إنشائه، ولا يكون خلوا منه بعد ذهابه) لأنه تعالى لما ليس زمانا ولا زمانيا ولا مكانا ولا مكانيا ولا امتداد فيه كانت نسبته إلى ملكه وهو الموجودات العينية قبل إنشائها وحين إنشائها وبعد فنائها نسبة واحدة لا تقدم ولا تأخر فيها بل كلها حاضرة عنده لا باعتبار أنها كانت في الأزل أو تكون معه فيما لا يزال لبطلان ذلك بل باعتبار أنه لا يجري فيه زمان واحكامه وأن نسبته إلى الأزل والأبد والوسط واحدة فالعقل الصحيح إذا تجرد عن شبهات الأوهام ولواحق الزمان ولاحظ أنه لا امتداد في قدس وجود الحق يحكم حكما جازما بأنه لا يخلو من الملك قبل إنشائه وبعد فنائه ويمكن أن يراد بالملك سلطنته وتسلطه على ما سواه وبضميره المخلوق على سبيل الاستخدام والمقصود أنه لا يخلو من السلطنة قبل إنشاء الخلق وبعد ذهابه إذ سلطنته بعلمه وقدرته على الممكنات عند أرباب العصمة عليهم السلام سواء أوجدها أو لا، وإن أردت زيادة توضيح فارجع إلى ما ذكرنا في باب الكون والمكان من كتاب الأصول.
(كان إلها) مستحقا للألوهية والعبودية في الأزل (حيا بلا حياة) زايدة قائمة بذاته بل هي عين ذاته باعتبار أنه يصدر منه أفعال الأحياء وفيه تنزيه لحياته عن التشابه بحياة خلقه فإنها صفة زائدة عن ذواتهم منشأ لعلمهم وقدرتهم وصدور الأفعال عنهم (ومالكا قبل أن ينشئ شيئا) لما عرفت أنه لا يخلو من الملك قبل إنشائه (ومالكا بعد إنشائه للكون) لما مر أيضا وللكون متعلق ب‍ «مالكا» أو بالإنشاء ففيه على الأول إشعار بأنه مالك لوجود كل شيء وبيده أزمة بقائه وفنائه وعلى الثاني إيماء إلى الجعل البسيط بإفاضة الوجود وأما الجعل المركب فهو مسكوت عنه وفيه كلام طويل مذكور في موضعه وإنما كرر ذكر المالك لدفع استبعاد كونه مالكا قبل وجود المملوك وبعد فنائه
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481