شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٥٦
الاشتراء على المعنى الثاني باعتبار أن الكريم يحب البقاء للطاعات واللئيم يحب الدنيا بعيدا جدا لأن المقام يقتضي حب الموت والترغيب فيه.
(أيها الناس: إن للقلوب شواهد تجري النفس عن مدرجة أهل التفريط) عن للمجاوزة والمدرجة الطريق ولعل المراد بالشواهد الأدلة على الصراط المستقيم والهدايات إليه لأنها تشهد أنه حق وأن خلافه باطل، وفيه تنبيه على أنه لابد من قبول شهادتها بإجراء النفس فيه متجاوزا عن طريق أهل التفريط والتقصير مع الإيماء إلى أن تفريط الصحابة في حقه (عليه السلام) كان على علم ومعرفة منهم.
(وفطنة الفهم للمواعظ ما يدعو النفس إلى الحذر من الخطر) الظاهر أنه مبتدأ وخبر عطفا على اسم إن وخبرها والعطف على الشواهد يقتضي خلو الموصول عن الإعراب ظاهرا والفطنة والفهم في اللغة معرفة الشيء بالقلب وفي العرف جودة تهيأ الذهن لقبول ما يرد عليه من العلوم والمعارف فالإضافة بيانية ولو أريد بالفطنة المعنى العرفي وبالفهم المعنى اللغوي أو كان الفهم بكسر الهاء كانت الإضافة لامية واللام في قوله: للمواعظ، صلة للفهم والموعظة كلام مشتمل على الأمر بالخيرات والزجر عن المنهيات والخطر بالخاء المعجمة ما يخطر بالبال من الهواجس النفسانية وبالظاء المعجمة الحرام ولعل المراد أن فطنة الذهن وفهمه للمواعظ القرآنية والنبوية ما يدعو النفس إلى الاحتراز عن المخاطرات الداعية إلى الخروج عن منهج السداد والنفور عن سبيل الرشاد وفيه توبيخ لمن ترك مقتضى فهمه وسلك سبيل البغي والعناد.
(وللقلوب خواطر للهوى) هو ميل النفس الأمارة بالسوء التابعة للقوى الشهوية والغضبية إلى مقتضى طباعها من اللذات الدنيوية إلى حد الخروج عن الحدود الشرعية وهو أشد جاذب للإنسان عن قصد الحق وأقوى ساد له عن سلوك سبيله.
(والعقول تزجر وتنهى عنه) وقد مر في كتاب الأصول أن بين العقول الخالصة المائلة إلى العالم الأعلى وبين النفس الأمارة الراغبة في الدنيا تجاذب وأن التخلص منها إنما يحصل بكسر هاتين القوتين وإعطاء كل واحدة منهما ما يليق بها شرعا وعقلا.
(وفي التجارب علم مستأنف) أي علم جديد لأن العلوم أكثرها إنما تحصل بالتجربة وعرفها بعض المحققين بأنها عبارة عن حكم العقل بأمر على أمر بواسطة مشاهدات متكررة معدة لليقين بسبب انضمام قياس خفي إليها [إن كان] وهو أنه لو كان هذا أمرا اتفاقيا لما كان دائما ولا أكثريا وهي مركبة من مقتضى الحس والعقل واجتماعهما وبهما يكمل العقل، ولذلك ورد في الخبر: «إن التجارب لقاح العقول» ومما علم به عدم اعتبار الدنيا وزهراتها ووفائها لأهلها كما قيل:
ومن يذق الدنيا فإني طعمتها * وسيق إلينا عذبها وعذابها
(٢٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 261 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481