شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٥٥
(إن أفضل الفعال صيانة العرض بالمال) في النهاية العرض موضع المدح والذم من الإنسان سواء كان في نفسه أو في سلفه أو من يلزمه أمره وقيل: هو جانبه الذي يصونه من نفسه وحسبه ويحامي عنه أن ينقض ويثلب وقال ابن قتيبة: عرض الرجل نفسه وبدنه لا غير، وفيه ترغيب في ترك المماطلة مع الغرماء وصرف المال بالإنفاق وصلة الأرحام وإخراج الحقوق المالية الواجبة والمندوبة وإعطاء الجائر مع الخوف منه تحرزا من اللوم والبخل والضرر وهتك السر ونحوها مما ينتقص به عرضه.
(ليس من جالس الجاهل بذي معقول) أي بذي علم لأن الجاهل منتهى غرضه التصرف في أحوال الدنيا وكيفية تحصيلها والتمتع بها والتكلم بالفضول ولا ينفذ بصره إلى أحوال الآخرة والعالم على عكس ذلك فبينهما تضاد والمتضادان لا يجتمعان في محل واحد وأيضا المجالسة تقتضي المكالمة والجاهل لا يقدر أن يتكلم في المعقولات والعالم يقدر أن يتكلم في أبواب الجهالات فلا محالة يجري مجراه وذلك يفسد نور علمه وأمر دنياه وعقباه وكأنه إلى هذا أشار بقوله: (ومن جالس الجاهل فليستعد لقيل وقال) أي للتكلم بفضول ما يتحدث به المتجالسون الجاهلون من قولهم: قيل كذا وقال كذا، بناؤهما على أنهما فعلان ماضويان متضمنان للضمير والإعراب على إجرائهما مجرى الأسماء خاليان من الضمير وإدخال حرف التعريف عليهما في قولهم القيل والقال وقيل القيل الابتداء والقال الجواب. وبالجملة أمر بالاستعداد لفضول الكلام وكثرته مبتديا ومجيبا وحكاية أقوال الناس والبحث عما لا يجدي نفعا بل يوجب ضياع العمر وجهد الكتبة وسواد القلب وسواد دفتر الأعمال والصعوبة في الآخرة وقال:
(لن ينجو من الموت غني بماله ولا فقير لإقلاله) الإقلال قلة الجدة والفقر ورجل مقل أي فقير يعني أن الموت وروده على الغني والفقير ضروري لا يقدر أن يدفعه الغني بماله ولا الفقير بفقره وأقلاله وطلب الترحم منه إذ لا يرحم أحدا، وفيه حث على ذكر الموت وانتظاره والاستعداد لما بعده ورفض كل ما هو مانع من أمر الآخرة وتحصيل الزاد لها.
(أيها الناس لو أن الموت يشترى لاشتراه من أهل الدنيا الكريم الأبلج واللئيم الملهوج) الاشتراء خريدن وفروختن، ضد والمراد هنا الأول والكريم الشريف والأبلج الواضح المشرق والمراد به أهل العلم والعمل واللئيم ضد الكريم والملهوج من اللهج يقال: لهج بالشيء كفرح إذا أغرى به والإغرا در حرص افتادن ودر حرص انداختن كذا في كنز اللغة، وقد رغب في توقع الموت ورجحه على هذه الحياة بالنسبة إلى كل أحد إما إلى الكريم فلتخلصه من آلام الدنيا بسببه ووصوله إلى نعيم الأبد فلذلك قال سيد الوصيين حين ضرب بالسيف: «فزت ورب الكعبة» وأما بالنسبة إلى اللئيم الحريص في الدنيا فلتخلصه منها ومما يوجب زيادة العقوبة في الآخرة وحمل
(٢٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 260 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481