والمحنة والغضب، وهو ثوران النفس وحركتها بسبب تصور المؤذي والضار إلى الانتقام، من أخس أفراد النصب وأقبحه لكثرة مفاسده من الأفعال الشنيعة والأقوال القبيحة والأخلاق الذميمة والحركات الخارجة عن القوانين الشرعية والعقلية.
(ولا جمال أزين من العقل) عد العقل جمالا وهو الحسن في الخلق والخلق ورجحه عليه في الرتبة لأن بالعقل يستقيم الظاهر والباطن ويتم الكمالات الدينية والدنيوية وكل خير يصلح التزين به تابع له والغرض منه هو الحث على تكميله بالعلوم والآداب.
(ولا سوء أسوأ من الكذب) لأن الكذب مع أنه ليس من خصلة الصالحين يوجب خراب الدنيا والدين وقتل النفوس وفساد النظام وهلاك الأموال وغيرها من المفاسد ألا ترى أن إبليس اللعين كيف أفسد بكذب واحد نظام آدم وأولاده إلى يوم الدين وأن الأول وناصره كيف أفسدا به دين سيد المرسلين.
(ولا حافظ أحفظ من الصمت) رغب إلى الصمت بذكر فائدته وهي أنه أقوى حافظ من آفات الدنيا وعذاب الآخرة لأن آفات اللسان ومعاصيه لكثرة موارده من الموجودات والمعدومات والموهومات وغيرها كثيرة جدا فمن صمت إلا عن خير نجا.
(ولا غايب أقرب من الموت) حث على ذكر الموت وانتظاره في كل نفس لاحتمال حضوره آنا فآنا كما روي في قوله تعالى: (وما تدري نفس بأي أرض تموت) أنها لا تدري بأي قدم تموت، والغرض منه هو الاستعداد له والعمل للآخرة والتحرز عن الاشتغال بالدنيا.
(أيها الناس من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره) أمر بالكف عن عيب غيره باعتبار ما يعلم من عيب نفسه اتحد العيب أو اختلف بل ينبغي أن يذم نفسه ويشتغل بالتدارك ورفعه إن أمكن ولو لم يعلم في نفسه عيبا فهو مع كونه عيبا فليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلى به غيره. قال الشهيد الثاني: وردت الرخصة في غيبة الفاسق المتجاهر بفسقه كالخمار والعشار والمخنث الذين ربما يفتخرون بفسوقهم ولا يستحيون منها قال النبي (صلى الله عليه وآله): «من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له» لكن تركها إلى السكوت ونصحه إن نفع أولى.
(ومن رضي برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره) الأسف محركة أشد الحزن، أسف كفرح وعليه غضب يعني من رضي بقسمه من رزق الله لا يتوقع الزائد عليه مما في يد غيره فلا يحزن بفواته والغرض منه الأمر بالرضا بما في يده وعدم الحزن على ما في يد غيره فلا يحزن بفواته من الزائد لأن في ذلك نسبة الجور إلى قاسم الأرزاق وتحقيرا لقسمته وكفرانا له وتوقع ما لا يحتاج إليه والتحزن بفواته وهو ألم شديد.
(ومن سل سيف البغي قتل به) يحتمل الظاهر والإضافة للملابسة ويحتمل أن يشبه البغي