شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٤٥
والمحنة والغضب، وهو ثوران النفس وحركتها بسبب تصور المؤذي والضار إلى الانتقام، من أخس أفراد النصب وأقبحه لكثرة مفاسده من الأفعال الشنيعة والأقوال القبيحة والأخلاق الذميمة والحركات الخارجة عن القوانين الشرعية والعقلية.
(ولا جمال أزين من العقل) عد العقل جمالا وهو الحسن في الخلق والخلق ورجحه عليه في الرتبة لأن بالعقل يستقيم الظاهر والباطن ويتم الكمالات الدينية والدنيوية وكل خير يصلح التزين به تابع له والغرض منه هو الحث على تكميله بالعلوم والآداب.
(ولا سوء أسوأ من الكذب) لأن الكذب مع أنه ليس من خصلة الصالحين يوجب خراب الدنيا والدين وقتل النفوس وفساد النظام وهلاك الأموال وغيرها من المفاسد ألا ترى أن إبليس اللعين كيف أفسد بكذب واحد نظام آدم وأولاده إلى يوم الدين وأن الأول وناصره كيف أفسدا به دين سيد المرسلين.
(ولا حافظ أحفظ من الصمت) رغب إلى الصمت بذكر فائدته وهي أنه أقوى حافظ من آفات الدنيا وعذاب الآخرة لأن آفات اللسان ومعاصيه لكثرة موارده من الموجودات والمعدومات والموهومات وغيرها كثيرة جدا فمن صمت إلا عن خير نجا.
(ولا غايب أقرب من الموت) حث على ذكر الموت وانتظاره في كل نفس لاحتمال حضوره آنا فآنا كما روي في قوله تعالى: (وما تدري نفس بأي أرض تموت) أنها لا تدري بأي قدم تموت، والغرض منه هو الاستعداد له والعمل للآخرة والتحرز عن الاشتغال بالدنيا.
(أيها الناس من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره) أمر بالكف عن عيب غيره باعتبار ما يعلم من عيب نفسه اتحد العيب أو اختلف بل ينبغي أن يذم نفسه ويشتغل بالتدارك ورفعه إن أمكن ولو لم يعلم في نفسه عيبا فهو مع كونه عيبا فليكن الشكر شاغلا له على معافاته مما ابتلى به غيره. قال الشهيد الثاني: وردت الرخصة في غيبة الفاسق المتجاهر بفسقه كالخمار والعشار والمخنث الذين ربما يفتخرون بفسوقهم ولا يستحيون منها قال النبي (صلى الله عليه وآله): «من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له» لكن تركها إلى السكوت ونصحه إن نفع أولى.
(ومن رضي برزق الله لم يأسف على ما في يد غيره) الأسف محركة أشد الحزن، أسف كفرح وعليه غضب يعني من رضي بقسمه من رزق الله لا يتوقع الزائد عليه مما في يد غيره فلا يحزن بفواته والغرض منه الأمر بالرضا بما في يده وعدم الحزن على ما في يد غيره فلا يحزن بفواته من الزائد لأن في ذلك نسبة الجور إلى قاسم الأرزاق وتحقيرا لقسمته وكفرانا له وتوقع ما لا يحتاج إليه والتحزن بفواته وهو ألم شديد.
(ومن سل سيف البغي قتل به) يحتمل الظاهر والإضافة للملابسة ويحتمل أن يشبه البغي
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481