شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٥٩
الفضائل كما ذكره المحقق في علم الأخلاق ويتبعها الاعتدال في القوة الغضبية والعقلية أما الغضبية فلأنها معينة للشهوية في تحصيل مطالبها بالغلبة والتسلط فإذا اعتدلت اعتدلت، وأما العقلية فلأن فسادها بفساد هاتين القوتين وغلبتهما عليها فإذا اعتدلتا اعتدلت ووقعت في الوسط المقتضي للعلم والحكمة ومن هنا ظهر أن حصر الشهوة يتسبب لصيانة القدر وحفظ المنزلة عند الخالق والخلائق إذ قدر الرجل إنما هو باعتبار الكمال الحاصل من الإعتدال في تلك القوى وفي بعض النسخ: «ومن حصن شهوته».
(ومن أمسك لسانه أمنه قومه ونال حاجته) في القاموس: القوم الجماعة من الرجال والنساء معا أو الرجال خاصة أو تدخل النساء على التبعية والأمن ضد الخوف وفعله من باب فرح يعني من أمسك لسانه عن الأقوال المضرة بالفعل أو بالقوة كان قومه منه في أمن ونال حاجته منهم ومن غيرهم لميل القلوب إليه وهما فائدتان له في الدنيا وفائدته في الآخرة كثيرة.
(وفي تقلب الأحوال علم جواهر الرجال) أي يعلم جواهر الرجال وطبايعهم وكونها حسنة أو قبيحة محمودة أو لئيمة بتقلب أحوالهم في الدنيا وتغيرها وتبدلها فإن ذا الجوهر الشريف والطبع اللطيف والنية الصادقة والعزيمة الثابتة لا يتغير أعماله ولا تتبدل أحواله بل يكون كما كان الطريق المستقيم والمنهج القويم ولا ينقص شيئا من عبادته ولا يترك أمرا من عادته وإن سطا الدهر عليه وغلب وسلب منه ما كسب وانعكس حاله وانقلب وفيه ترغيب في البقاء على الطاعات والصبر على المصيبات.
(والأيام توضح لك السرائر الكامنة) قد شاع عند الفصحاء والبلغاء نسبة ذلك إلى الزمان تجوزا باعتبار أن الزمان من الأسباب المعدة لظهور الأسرار المستورة التي في علم الله تعالى من خير أو شر ولذلك قيل: الأمور مرهونة بأوقاتها وقد تتفاوت الأزمنة في الاستعداد لقبولها ففي بعضها يكون الشر أكثر سيما زمان ضعف الشريعة التي هي سبب نظام العالم أو الحياة الأبدية وفي بعضها يكون الخير أكثر وهو الزمان الذي تكون أحوال الخلق منتظمة فيه خصوصا زمان قوة الشريعة ولعل فيه إيماء إلى ما وقع من أمر الخلافة وانقلاب أحوال الصحابة وسلطنة بني أمية وبني عباس وتغيير قوانين الشرع وشيوع الجور والظلم على أهله وترجيح المسئ على المحسن والدني على الشريف والجائر على العادل والباطل على الحق والرذائل على الفضايل أو الأعم منها ومن نوائب الدهر وفيه ترغيب للمؤمنين في الصبر عليها والرضا بالقضاء.
(وليس في البرق الخاطف مستمتع لمن يخوض في الظلمة) هذا تمثيل متضمن لتشبيه زهرات الدنيا وزينتها وأسبابها الطالعة من مطالعها في سرعة زوالها وقلة الانتفاع بها واستعقابها ظلمة شديدة بالبرق الخاطف بالنسبة إلى من يخوض في الليل المظلم والغرض منه التنفير عنها
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481