شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٥٨
وفيه رد على من جوز استعمال الرأي في باب المعارف والأسرار والأحكام ونصب الإمام فما ذهب إليه بعض الصوفية ومنهم الغزالي في كتاب الكيميا من أنه يجوز انكشاف العلوم والبلوغ إلى مرتبة النبوة بالرياضة والمجاهدة بلا توسط نبي وأن الفرق بينه وبين النبي أن النبي مأمور بالتبليغ دونه لأن النبي مثلنا في الإنسانية كما قال: (إنما أنا بشر مثلكم) وأن العلم بالمحسوسات حجاب بين العبد والرب، باطل لدلالة الروايات الصحيحة على بطلانه ولأن هذا الرجل ينبغي أن يكون نبيا صاحب الوحي أمر بالتبليغ أولا والعلم بالمحسوسات والانتقال منها إلى الصانع وما له من الحكمة والقدرة على ما قرره الشرع ليس بحجاب كيف وقد حث عليه عز شأنه في آيات كثيرة منها قوله:
(ويتفكرون في خلق السماوات والأرض..) الآية ثم أنهم قالوا وجب الرجوع إلى المرشد وقد صرح به الغزالي في الكتاب المذكور فإن أرادوا بالمرشد النبي أو من أخذ الإرشاد منه فنعم الوفاق مع أنه مناقض لما مر أنه لا حاجة إلى توسط نبي وإن أرادوا غيره فهو أول البحث.
(والتدبر قبل العمل فإنه يؤمنك من الندم) هذه كلمة جامعة للنصايح كلها إذ العمل شامل للأقوال والأفعال والعقائد مطلقا والندامة أعم من ندامة الدنيا والآخرة والمدبر قبل العمل بسبب ملاحظة ما يترتب عليه لا يأتي بما يضره أو غيره ويورث الندامة فيهما ويحبس كل عضو على ما هو المطلوب منه ولا يتحقق ذلك إلا برعاية قانون الشرع وآدابه وبالله التوفيق.
(ومن استقبل وجوه الآراء عرف مواقع الخطأ) لعل المراد أن من استقبل بالقلب الخالص عن الشبهات وجوه الآراء المختلفة المتفرقة ومقدماتها الوهمية والخالية وعرفها حق المعرفة عرف مواقع الخطأ فيها كما بين في موضعه مع أن مناط الرأي والقياس جمع المتشابهات في الحكم وتفريق المختلفات فيه والأمر بالعكس في كثير من المواضع، ويحتمل أن يراد بالوجوه الأدلة الشرعية المنصوبة على موارد الرأي والقياس الدالة على حكم مخالف لها فإن من استقبل إليها وعرفها عرف مواقع خطاء تلك الآراء وفيه على التقديرين زجر عن استعمال الرأي وحث على الرجوع إليه (عليه السلام) كما قال في بعض خطبه: «فاهدوا عني وانظروا ماذا يأتيكم به أمري».
(ومن أمسك عن الفضول عدلت رأيه العقول) التعديل التقويم والتزكية والرأي في اللغة الاعتقاد مطلقا سواء كان له مستند شرعي أم لا وإن شاع عند المحدثين إطلاقه على الثاني ولعل المراد أن من أمسك عن الفضول من الأفعال والأقوال وهي ما لا ينفع وإن لم يكن موجبا للعقوبة عدلت عقول أهل العرفان رأيه واعتقاده وحكمت باستقامته وتزكيته لأن استقامة الظاهر بسبب استقامة الباطن ووجود المسبب دليل على وجود السبب.
(ومن حصر شهوته فقد صان قدره) لعل المراد بحصر الشهوة حبسها على القدر اللايق بها عقلا ونقلا وهو الوسط بين الأفراط والتفريط المقتضي للعفة المندرجة تحتها أنواع كثيرة من
(٢٥٨)
مفاتيح البحث: الضرر (1)، السب (1)، الجواز (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 253 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481