شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٥٢
أعجب ما أشار إليه إجمالا بقوله: (وله مواد من الحكمة) النظرية والعملية لأن له قوة نظرية بها يدرك المعقولات الكلية والأسرار الإلهية وصور المجردات وحقايق الأشياء كما هي ويطير بأجنحة الكمال إلى عالم الروحانيات ويدرك أيضا صور المحسوسات ووجوه الصناعات بتوسط الآلات وقوة أخرى عليه بها بتصرف في البدن وقواه فيأمر اللسان بالتكلم فيتكلم ويأمر البصر بالإبصار فيبصر وهكذا وهو بهذه القوة مع الاستعانة بالأولى يتخلى من الرذايل ويتحلى بالفضايل إن كانت القوى تابعة له ومحصورة على ما يليق بها ويجعله نصيبا لها، ثم أشار إلى أنه مع كماله وشرفه وكونه من العالم العلوي أمير في هذا العالم الجسماني فقير عاجز للهوى والحواس والقوى بقوله:
(وأضداد من خلافها) منشأ هذه هو القوة العملية وأشار إلى تفسير الأضداد إجمالا وهي أحواله العارضة المتولدة بعضها من بعض بقوله:
(فإن سنح له الرجاء) من الدنيا وأهلها (إذ له الطمع) فيها (وإن هاج به الطمع) فيها وحركه إلى الرغبة إليها (أهلكه الحرص) عليها وهو عدم الرضا بالواصل وصرف العمر في تحصيل غير الحاصل وهذه الصفات مترتبة في الوجود ناشية من الإفراط في القوة الشهوية مذلة للنفس والنفس مع كونها من عالم القدس ونظرها إليه بالذات كثيرا ما تصير مغلولة أسيرة لها والنجاة من حبسها إنما تكون بردها إلى الوسط وتقريرها عليه.
(وإن ملكها اليأس) من الدنيا العالية أو السافلة (قتله الأسف) والحزن الشديد على فواتها والأسف على اليأس من الأولى أقبح من الثاني والكل دليل على ضعفه من حيث انقياده لتلك القوة المتجاوزة على الوسط إلى حد الإفراط والتفريط حتى أنه يغتم بفوات مطلوبها.
(وإن عرض له الغضب اشتد به الغيظ) غضبه حركته نحو الانتقام أو انفعاله عن تلك الحركة ومبدؤه الطغيان في القوة الغضبية والأنفة عن تحمل ما هو ثقيل عليه والغيظ ثمرة الغضب يحصل من احتقانه وغليان النفس منه وسبب قريب لطريان أحكامه (وإن أسعد بالرضا) أسعده أعانه والمراد أنه أعين بالرضا وتهيأت له مقاصد الدنيا على الوجه المرضي عنده.
(نسي التحفظ) والتحرز عن مخاطرات النفس ومكائد الشيطان فيقع بذلك في مهاوي العصيان وفيه ترغيب في التيقظ وترك الغفلة في تلك الحالة.
(وإن ناله الخوف) من الخلق أو من فوات الدنيا (شغله الحذر) من المخوف عن أمر الآخرة وأما خوفه من الله والحذر من موجباته فهو من كماله وقوته.
(وإن اتسع له الأمن) في النفس والمال والجاه (استلبته الغرة) الشيطانية وأوقعته في موارد الشهوة النفسانية والاستمتاع بلذات الدنيا والاستلاب والاختلاس. والغرة بكسر الغين المعجمة الغفلة (وإن جددت له نعمة أخذته العزة) في نفسه وهي العجب أو على الغير فهي الكبر وكلاهما
(٢٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 247 248 249 250 251 252 253 254 255 256 257 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481