شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٦٦
النفس ومع ذلك يد ينتهض المغضوب عليه للانتقام وهو حزن وعذاب آخر.
(من خاف ربه كف ظلمه - وفي نسخة: - من خاف ربه كفى عذابه) لأن الخوف منه تعالى إنما هو لملاحظة عظمته، أو للتقصير في أداء حقوقه وكلاهما سبب للكف عن الظلم على نفسه وعلى غيره والكفاية من العذاب.
(ومن لم يزغ في كلامه أظهر فخره) لم يزغ مثل لم يقل من زاغ الرجل مال وحاد عن الشيء أولم يرغ من رغا يرغو إذا لم يفصح أو من رغى البعير إذا صوتت عند رفع الأحمال عليها أي من لم يمل في كلامه عما يوجب حسنه وفصاحته أو من أفصح في كلامه أو من لان قوله ولم يرفع صوته شديدا حتى يزجر السامعين أظهر فخره لأن جودة الكلام ولينه دليل على فخر المتكلم هذا من باب الاحتمال والله أعلم.
(من لم يعرف الخير من الشر فهو بمنزلة البهيمة) الخير مفهوم كلي يندرج تحته جميع ما أراد الله تعالى من العباد، والشر ضده: والمعنى من لم يعرفهما ولم يتميز بينهما كالجملة أو من لم يعرف الإحسان من الإساءة وقابله بها فهو والبهيمة سواء في البهيمية وعدم العقل وانقطاع حقيقة الإنسانية فيه وإن كان صورته صورة إنسان.
(إن من الفساد إضاعة الزاد) أي زاد الدنيا أو زاد الآخرة ففيه على الأول ترغيب في حفظ ما يحتاج إليه في البقاء والقيام بوظائف الطاعات وعلى الثاني في تحصيل الأعمال الصالحة والأخلاق الفاضلة لما بعد الموت.
(ما أصغر المصيبة مع عظم الفاقة غدا) لعل المراد أن الفاقة الأخروية وهي عدم ما يوجب السعادة الأبدية مصيبة عظيمة بحسب الذات وطول الزمان وكل مصيبة دنيوية صغيرة في جنبها فالفرار من هذه دون الأولى سفه أو الفرار في هذه للفرار من الأولى لازم.
(هيهات هيهات) أي بعد عملكم بالآخرة وعظمة فاقتها وحقارة مصائب الدنيا بالنسبة إليها أو بعد نسبة هذه المصائب إليها إذ لا نسبة بين سريع الانقطاع وأبدي البقاء.
(وما تناكرتم إلا لما فيكم من المعاصي والذنوب) أي ما تجاهلتم في أمر الدين وترك قوانينه وطلب ما ينجيكم من فاقة الآخرة إلا للمعاصي والذنوب المسودة لقلوبكم المانعة من طلب الآخرة وترك الدنيا ولو لم يكونا كانت قلوبكم منورة وجوارحكم مطهرة ورأيتم الآخرة بعين اليقين واشتغلتم بأمر الدين والغرض بالذات في أمثال هذه الفقرات هو الرد على من تركه (عليه السلام) وتمسك بالباطل والشبهات.
(فما أقرب الراحة من التعب) أي راحة الآخرة من تعب الدنيا أو بالعكس أو كلاهما في الدنيا كما قال عز وجل: (إن مع العسر يسرا) وفيه ترغيب في الصبر والصبر مفتاح الفرج (والبؤس من
(٢٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 262 263 264 265 266 267 268 269 270 271 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481