إذا كان سلطانا أو ذا مال فتقرب منه الراغب في الدنيا مع الوحشة للضرورة وقد مر حقيقة العجب وبيان أنه من المهلكات في بابه.
(ولا ورع كالكف عن المحارم) الورع عبارة عن لزوم الأعمال الجميلة المفيدة في الآخرة والغفلة معه عن الأمور الدنيوية والمصالح المتعلقة بجزئياتها ليست بضارة بل ربما كانت سببا للنجاة من عذاب الآخرة له أفراد متكثرة أفضلها الكف عن محارم الله خوفا من الله تعالى (ولا حلم كالصبر والصمت) لما كان الحلم هو ملكة العفو والصفح عن الأنام والتجاوز عن الانتقام لا يحصل إلا بالصبر على المكاره والشدايد والسكوت في مقام البطش عن المقابح والمفاسد عدهما أفضل منه لأن الأصل أفضل من الفرع، وإنما أورد (عليه السلام) هذه النصايح وما يأتي في صورة الأخبار للاهتمام بشأنها.
(أيها الناس في الإنسان عشر خصال يظهرها) مبتدأ لشاهد فعلى الأول المبتدأ محذوف وعلى الثاني فاعل يظهر ضمير راجع إلى الإنسان وهذه الخصال يحتاج إليها الإنسان في بقائه ونظامه والغرض من ذكرها وذكر آلاتها الترغيب في معرفة قدرها ومنعمها وشكرها وصرفها في وجوه البر وهي الوجوه التي طلبها المنعم.
(لسانه شاهد يخبر عن الضمير) فليكن ما في الضمير لا يضره غيره ولا يوجب وباله في الدنيا ونكاله في الآخرة.
(وحاكم يفصل بين الخطاب) الحق والباطل والبليغ وغيره ويمكن أن يراد بالفصل تقطيع الحروف وجعل بعضها خطابا وبعضها خطابا آخر واضح الدلالة على المقصود.
(وناطق يرد به الجواب) بعد السؤال عن أمور الدين والدنيا ولابد أن يكون الجواب على وجه الصواب (وشافع يدرك به الحاجة) لنفسه ولغيره ولابد أن تكون مشروعة لأن غيرها كفران للنعمة (وواصف يعرف به الأشياء) ذواتها وصفاتها تصورا وتصديقا تعليما وتعلما (وأمير يأمر بالحسن) العقلي والنقلي، الديني والدنيوي.
(وواعظ ينهى عن القبيح) نهي تحريم أو تنزيه كذلك (ومعز تسكن به الأحزان) من المصائب والنوائب والتعزية هي الحمل على الصبر بذكر ما يسهله.
(وحاضر تجلى به الضغاين) الضغينة هي الحقد والعداوة والبغضاء ولعل المراد أنه حاضر يعرف وجوه الكلام يأتي به على وجه يكشف الضغاين عن القلوب.
(ومونق يلهي الأسماع) المونق المعجب من أنقه إيناقا أعجبه وألهاه عن كذا أشغله ووصفه بالإيناق باعتبار حاله وهو الكلام وفي بعض النسخ «تلتذ به الأسماع».
(أيها الناس لا خير في الصمت عن الحكم كما أنه لا خير في القول بالجهل) دل على أن