بالسيف وإضافته إليه للبيان والسل ترشيح.
(ومن حفر لأخيه بئرا) فيها تحذير عن مكر المؤمن وخدعته وإرادته والوسوسة به وإيقاعه عليه بأن مثل ذلك يقع على الماكر في الدنيا مع ما عليه في الآخرة كما قال تعالى: (ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله).
(ومن هتك حجاب غيره انكشف عورات بيته) قد جرت السنة بكشف عورة من كشف عورة غيره من المؤمنين في نفسه وعرضه روى عن النبي (صلى الله عليه وآله): «ألا لا تغابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فمن يتبع عورة أخيه يتبع الله عورته ويفضحه في جوف بيته».
(ومن نسي زلله استعظم زلل غيره) لأن استعظام زلل الغير وانحرافه عن سبيل الحق إنما هو لعظمة قبحه وقبح المخالفة ولا يرتكب ذلك إلا من نسي زلل نفسه وإلا لاشتغل بإصلاحها تحرزا من القبيح وخوفا من اللوم وحياء من الله.
(ومن أعجب برأيه ضل) أي من أعجب برأيه وعقله من جهة كمال اكتسبه في ظنه ضل عن طريق الحق لأن العجب ضلالة ومرض مهلك ومانع من الازدياد مع احتمال أن يكون رأيه فاسدا (ومن استغنى بعقله زل) عن المطلوب في أمور الدين والدنيا ولابد في الأول من المشورة مع العقلاء الأمناء وفي الثاني إلى الرجوع إلى صاحب الشريعة.
(ومن تكبر على الناس ذل) في الدنيا والآخرة عند المقربين والخلائق أجمعين وما يرى في بعض المتكبرين من استعظام الخلق له أمر اعتباري لا حقيقة له يرتكبه بعض المنافقين وأما العزة الحقيقة الباقية فإنها لله ورسوله وللمؤمنين الذين تنزهوا عن التكبر وكانوا من الخاشعين (ومن سفه على الناس شتم) السفه الخفة والطيش والاضطراب وإيذاء الناس وعدم تحمل شيء منهم وقد نفر عنه بذكر شيء من مفاسده وهو شتم الناس له ووقوعهم عليه والعاقل لا يرتكب ما لا يليق بذي المروة.
(ومن خالط الأنذال حقر) الأنذال وهي جمع النذل وهي الخسيس المحتقر من الناس عندهم في جميع أحواله.
(ومن حمل ما لا يطيق عجز) أي من حمل من الأعمال والمطالب والمعاملة والمعاجلة التي لا تكون في وسعه عجز عنها أو عن كمالها واستحق بذلك التحقير والإهانة ولا يرتكب ذلك إلا الأحمق كما قال (عليه السلام): «ومن الخرق العجلة قبل الإمكان» وقال «من عجز عن أعماله أدبر في أحواله» أي صارت أحواله متغيرة منكوسة منقلبة.
(أيها الناس، إنه لا مال أعود من العقل) أعود من العائدة وهي النعمة والمقصود أن العقل أنفع الأموال لأن نفعه في الدنيا والآخرة وبه كمال الإنسان فيهما بخلاف غيره من الأموال وفي عد