شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٤٣
(والبغي سائق إلى الحين) البغي الزنا والخروج طاعة الإمام والاستطالة والكذب. والحين بفتح الحاء المهملة الهلاك والمحنة والبغي بالمعاني المذكورة مستلزم لهما كما دلت عليه روايات أخر.
(والشر جامع لمساوي العيوب) في كنز اللغة: شر سوء وبدى ومساوى بديها والمقصود أن الشر أمر كلي يندرج فيه جميع أفراد المساوي والعيوب كما أن ضده وهو الخير كلي جامع لجميع المحاسن والمتصف بالمحاسن والمساوي يشمله الوعد والوعيد في قوله تعالى: (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) وقال بعض المحققين: كل واحد من الخير والشر إما مطلق كالعقل وعدمه وإما مقيد كالمال ونحوه وفي النسخ المصححة «الشره» بالهاء وفتح الراء وهي غلبة الحرص.
(رب طمع خائب) الطمع بما في أيدي الناس مع كونه مهانة ظاهرة ومذلة حاضرة أكثره خائب والعاقل لا يرتكب العار مع الفوائد العظيمة فكيف ترتكبه مع عدمها.
(وأمل كاذب) الأمل في المقتنيات الفانية مع كونها مانعا من التوجه إلى الآخرة وسبب لزوال ما حصل من أحوالها في الذهن أكثره كاذب لا يحصل أبدا والعاقل لا يعقد قلبه عليه (ورجاء يؤدي إلى الحرمان) من المرجو وإن كان من الله كرجاء ثوابه والتجاوز عن عقابه مع الاستمرار في العصيان لأن ذلك الرجاء حماقة كما دل عليه بعض الروايات وكذا من الخلق فإن حصول المرجو منهم نادر جدا، وبالجملة الرجاء من الله حسن بشرط الطاعة ومن الخلق مذموم مطلقا واعلم أن الطمع والأمل والرجاء متقاربة في اللغة ويمكن الفرق بأن المطلوب من الطمع أقرب في الحصول من المرجو ويؤيده أن الحرص معتبر في مفهوم الطمع والحرص على الشيء لا يكون إلا إذا كان ذلك الشيء ممكنا قريب الوقوع والمرجو أقرب في الحصول من المأمول والله أعلم.
(وتجارة تؤول إلى الخسران) كما يكون في تجارة الدنيا كذلك يكون في تجارة الآخرة من كسب الأعمال والعقايد والأخلاق فإن العمل كثيرا ما لا يقع على الأمر المعتبر في ذاتياته وصفاته وشروطه ويحصل بذلك انحراف عن الدين وضلال عن الحق فيضيع العمل ويخسر كما في الخوارج وأضرابهم وفي هذه الفقرات توبيخ للناس على إدبارهم عن الآخرة وإقبالهم إلى الدنيا وتنفير لهم عنها بذكر الخيبة والكذب والحرمان والخسران وليست الدنيا كل من طلبها وجدها، عن النبي (صلى الله عليه وآله) «من جعل الدنيا أكثر همه فرق الله عليه همه وجعل فقره بين عينيه ولم يأته منها إلا ما كتب له».
(ومن تورط في الأمور) أي وقع فيها فلم يسهل المخرج منها، والورطة الغامض والهلكة وكلما يعسر النجاة منه وأصله الهوة العميقة والوهدة من الأرض ثم استعيرت للأمر المذكور (غير ناظر في العواقب) يعرف حسنها وقبحها وصلاحها وفسادها.
(٢٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481