شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٣٧
(وحجب العقول أن تتخيل ذاته) أي تدركها وعبر عنه بالتخيل للتنبيه على أن العقل في عدم قدرته على إدراك ذاته كالخيال إذ الصور العقلية كالصور الخيالية في الحدوث والتجزي والتحليل والتحيز والاتصاف بالعوارض والافتقار إلى محل وعلة، وقدس الحق منزه عن جميع ذلك وإنما غاية عرفان العقل له أن يحكم بوجوده بالعنوانات العقلية ويعرفه بصفاته الإضافية والسلبية ثم علل المنع والحجب بقوله: (لامتناعها من الشبه والتشاكل) في التحليل والتوصيف والتصوير والتحيز والحلول والحاجة والتكيف والتشبه بالخلق وكل ذلك ممتنع في ذاته تعالى وبالجملة إدراك العقل والوهم حقيقة ذاته وصفاته يستلزم تشاكله وتشابهه بالخلق في الأمور المذكورة ونحوها وهي ممتنعة في حقه تعالى بل (هو الذي لا يتفاوت في ذاته) إشارة إلى نفي التركيب عنه مطلقا لأن كل مركب من أجزاء ذهنية أو خارجية له تفاوت في ذاته وذاتياته بالعموم والخصوص والمغايرة المباينة ونحوها أو إلى نفي اتصافه بصفات الخلق وتحقق التشابه بينه وبينهم لأن ذلك يوجب تحقق التفاوت في ذاته وأنه باطل بيان ذلك أن هويته المستفادة من قوله «بل هو» ذاتية مطلقة غير مضافة إلى الغير ومن كان كذلك فهو هو دائما من غير تبدل وتغير في ذاته وهويته فلو طرأ عليه المعاني وصفات الخلق لزم انتقاله من هويته الذاتية إلى هويته الإضافية فلزم التفاوت في ذاته وأنه محال ولما نفى التركيب واتصافه بصفات الخلق أشار إلى نفي اتصافه بصفات كماله كما زعمه طائفة من المبتدعة بقوله:
(ولم يتبعض بتجزية العدد في كماله) أي في صفات كماله أو بسببها لأن كلها عين ذاته وقد مر معنى العينية في كتاب التوحيد والمراد بتجزية العدد تحليله بأجزائه المستلزم للكثرة وإنما نفى التبعض والتجزى للتنبيه على أنه يلزم القائلين لزيادة الصفات أن يكون الواجب مجموع الصفة والموصوف لأن الواجب كامل بالاتفاق والبرهان والكامل هذا المجموع لا كل واحد منها بانفراده بالضرورة والقول بأن المجموع واجب الوجود أقبح وأشنع للزوم التركيب والحدوث والإمكان والافتقار من جهات شتى وإن كان القول بأن الواجب أحدهما دون الآخر أيضا باطلا بالضرورة.
(فارق الأشياء لا على اختلاف الأماكن) لاستحالة أن يكون له مكان ويكون البعد والفراق بينه وبينها مكانيا كما هو بين الأشياء المتباعدة بحسب الأمكنة بل المراد بمفارقته للأشياء مباينة ذاته وصفاته عن مشابهة شيء منها وهذه أمر سلبي اعتبره العقل له تعالى بعد الحكم بوجوده ولما كانت هنا مظنة أن يتوهم القاصرون من عدم كونه في مكان أنه غافل عن المكان وعما فيه كما يفعل عنها الخلق أشار إلى دفعه بقوله:
(ويكون فيها لا على وجه الممازجة) أي المداخلة والحواية كما يقتضيهما الظرفية بل بالعلم والإحاطة بها وبما فيها فقوله: لا على وجه الممازجة، قرينة صارفة للظرفية عن مقتضاها إلى ما
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481