شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٤٧
العقل من أفراد المال تجوز واستعارة والوجه الانتفاع وفيه ترغيب في اكتساب العقل بالعلوم والآداب (ولا فقر أشد من الجهل) لأن الفقر عدم النافع وأشد النافع هو العلم ولا فقر أشد من الجهل لاشتراك الفقر والجهل في العجز عن تحصيل المرام وعجز الثاني أشد لأنه في الدنيا والعقبى وعجز الأول في الدنيا فقط وفي التنفير عن الجهل بجعله من أشد أفراد الفقر تنفير عن الفقر أيضا وهذا ينافي ما ورد من مدح الفقر والفقراء والترغيب فيه ويمكن دفعه أولا بأن المراد بالفقر هنا ما يكسر الظهر ويدفع الصبر وهو الذي وقع الاستعاذة منه في بعض الروايات، وثانيا بأن المراد به الفقر الظاهري مع الفقر الباطني والمتصف به من جمع فيه فقر الدنيا وعذاب الآخرة، وثالثا بأن المراد به الفقر المعروف المتنفر عند الناس وهذا القدر كاف في تشبيه الجهل به والتنفير عنه.
(ولا واعظ أبلغ من النصح) الواعظ يدعو إلى الخيرات ويمنع عن المنهيات ونصح القرآن والسنة أبلغ منه فهو أولى بالاستماع لأن النداء الرباني أولى بالاتباع من النداء الإنساني وإلى ذلك أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) في بعض خطبه بقوله: «كيف يراعي النبأة من أصمته الصيحة»؟ أي كيف يحفظ الصوت الخفي من أصمته الصيحة الإلهية والنبوية؟ استعار (عليه السلام) النبأة لدعائه (عليه السلام) لهم وندائه إلى سبيل الحق والنصيحة لخطاب الله ورسوله وهي كناية عن ضعف دعائه بالنسبة إلى قوة دعاء الله تعالى وتقرير ذلك أن الصوت الخفي لا يسمع عند القوى لاشتغال الحواس به وكان كلامه (عليه السلام) أضعف في جذب الخلق إلى الحق من كلام الله وكلام رسوله فأجراه مجرى الصوت القوي وأجرى كلامه مجرى الصوت الخفي، واسناد الإصمام إلى الصيحة ترشيح له للاستعارة إذ من شأن الصيحة العظيمة الإصمام ذا قرعت السمع.
(ولا عقل كالتدبر) في العواقب ليسلم عن المكاره والنوايب والعقل قوة بها إدراك المعقولات والمحسوسات بتوسط الآلات وقد يطلق على الإدراك أيضا، والتدبر النظر في عاقبة الامر وهو دليل على العقل حتى أن من لا تدبر له لا عقل له، فلذلك فضله عليه ورغب فيه (ولا عبادة كالتفكر) في الأمور من حيث الصدور وعدمه إذ بالتفكر يشاهد صور المعقولات ويبصر وجوه العبادات فهو مع كونه عبادة أصل للبواقي والأصل أفضل من الفرع.
(ولا مظاهرة أوثق من المشاورة) في الأمور مع الأصدقاء وأصحاب العقول والأذكياء فإن معاونة العقول أقرب من الوصول إلى المطلوب وأدخل في حصول الألفة بينهم ولذلك خاطب الله تعالى حبيبه مع كمال عقله ولطف جوهره بقوله: (وشاورهم في الأمر).
(ولا وحشة أشد من العجب) لأن المعجب لما رأى في نفسه من الفضل والكمال واعتنى به حتى أخرجه عن حد الاعتدال يستوحش من غيره وذلك الغير أيضا يستوحش منه ويتنفر عنه إلا
(٢٤٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 242 243 244 245 246 247 248 249 250 251 252 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481