شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٤٢
بالقوت أثبت وأبقى من الكنز لأنه لا ينقص ولا يغني بخلاف الكنز.
(ومن اقتصر على بلغة الكفاف فقد انتظم الراحة وتبوأ خفض الدعة) البلغة ما تبلغ به من العيش، الكفاف من الرزق القوت وهو ما كف عن الناس وأغنى عنهم والدعة الخفض والسكون والراحة والتبوؤ النزول والاتخاذ يقال: تبوأ منزلا نزله واتخذه، والمراد به النزول في الراحة والسعة والتزامهما.
(والرغبة مفتاح التعب) شبه الرغبة بالمفتاح من حيث أن الرغبة في الزيادة عن الكفاف وإرادتها آلة فتح باب التعب لأن في تحصيلها وحفظها تعبا شديدا مع عدم الحاجة إليها وفيه زجر عنها ومنع من تحملها، قال بعض المحققين: فيه إشارة إلى مسألة وهي أن الإتيان بالفعل الاختياري لا يتصور إلا لمن رغب فيه أولا وقد برهن عليه في موضعه.
(والاحتكار مطية النصب) الاحتكار اللجاجة والظلم والاستبداد بالشيء وإساءة المعاشرة واحتباس الغلة لانتظار الغلاء والكل مناسب وتشبيه الاحتكار بالمطية من حيث أن النصب يرد عليه فكأنه يركب.
(والحسد آفة الدين) أي مرض مفسد له لأن الحاسد يضاد إرادة الله تعالى في التقسيم والتدبير والإفضال والإنعام ويحتقر نصيبه ويكفر به ويلتذ طبعه بمضار الناس وزوال نعمتهم ويغتم بمصالحهم ومنافعهم ويشتغل بالهم والحزن بمشاهدة انتظام أحوالهم ويصرف الفكر في تحصيل أسباب زوالها حتى لا يفرغ لتحصيل ما يعود نفعه إليه من الأخلاق الفاضلة والأعمال الصالحة وحفظ ما حصل له من الملكات الخيرية والصور العلمية وكل ذلك موجب لفساد الدين ولذلك قال أمير المؤمنين (عليه السلام): «لا تحاسدوا فإن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب».
(والحرص داع إلى التقحم في الذنوب) لأن الحريص لا يبالي الدخول في المحارم من المكاسب والمآكل والمشارب والملابس والمساكن والمناكح والحرص على المباح أيضا مذمومة ألا ترى أن أبانا آدم (عليه السلام) لما حمله الحرص على الأكل من الشجرة مع كونه مباحا لحقه وذريته ما لحقه من المحنة والمصايب التي يعجز عن تحملها الجبال الرواسي.
(وهو داع إلى الحرمان) الظاهر أن الضمير راجع إلى التقحم في الذنوب لأن الدخول فيها بلا روية وإلقاء النفس عليها من غير مبالاة داع إلى الحرمان من الرزق ولكن يكون ذلك غالبا في المؤمن الممتحن وقد روي: «إن الله عز وجل إذا كان من أمره أن يكرم عبدا وله ذنب ابتلاه بالسقم فإن لم يفعل به ذلك ابتلاه بالحاجة فإن لم يفعل ذلك شدد عليه بالموت ليكافيه بذلك الذنب» ويحتمل أن يعود الضمير إلى الحرص لأن الحرمان عن المطلوب لازم للحرص إذ مراتب الحرص على الأمور غير محصورة وحصول تلك الأمور كلها متعسر جدا فالحريص دائما في ألم الحرمان.
(٢٤٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 237 238 239 240 241 242 243 244 245 246 247 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481