شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٠٧
حيث أنها توجب الإنكسار والافتقار خضوع ومن حيث أنها توجب إنحطاط الرتبة عن الغير وتعظيمه تواضع.
(وورع عن محارم الله واجتنب مساخطه) هذا من آثار الحياء والحياء من آثار اللينة لأن اللين ينفعل قلبه سريعا عن إرادة المحارم والمساخط فيكف نفسه عنهما خوفا من اللوم وذلك الانفعال هو الحياء والكف هو الورع (ورزقه الله مودة الناس) المراد بهم الشيعة إذ لا ينبغي المودة لغيرهم.
(ومجاملتهم) في المعاملات والمحاورات والإحسان إليهم وفعل ما هو جميل لهم وهي من لوازم المودة. والرزق كلما ينتفع به فإطلاقه على المودة والمجاملة حقيقة ولهما منافع كثيرة لأن العاقل يعلم أن مودته ومجاملته لهم يستلزم مودتهم ومودة اتباعهم وخدمهم وحواشيهم ومجاملتهم له فيجلب لنفسه من مودة واحد ومجاملته مودة أشخاص كثيرة ومجاملتهم له وميل قلوبهم إليه وأنسهم به ومدافعتهم عنه وبذلك يتم نظامه وصلاح حاله في الدنيا وفي الآخرة (وترك مقاطعة الناس والخصومات) لأنها موجبة لنفارهم عنه وإضرارهم إياه وبعدهم عنه وعداوتهم له وبذلك يفسد نظامه والمراد بالناس كلهم ولذلك أتى باسم الظاهر (ولم يكن منها ولا من أهلها في شيء) أي لم يكن ثابتا في شيء من المقاطعة والخصومات، صغيرها وكبيرها، جليلها، وحقيرها، ولا في شيء من صفة أهلها من التباغض والتحاسد والتشاتم والتفاحش ونحوها.
(وإن العبد إذا كان الله خلقه في الأصل أصل الخلق كافرا لم يمت حتى يحبب إليه الشر ويقربه منه) قال الفاضل الأمين الأسترآبادي: معناه التخلية بينه وبين شيطانه وإخراج الملك عن قلبه وهذا من باب جزاء العمل في الدنيا كما وقع التصريح به في الأحاديث وفي كلام ابن بابويه (فإذا حبب إليه الشر وقربه منه) بالتخلية وسلب اللطف والتوفيق لسوء استعداده وفساد قلبه (ابتلى بالكبر والجبرية) المندرج فيهما جميع الرذائل النفسانية.
(فقسا قلبه) أي صلب وغلظ واسود بحيث لا يهتدي إلى الخير ولا يقبله (وساء خلقه) لأن المتصف بالكبر والجبرية بترك محاسن الأخلاق كلها مثل السلم والكلام والتواضع والإنصاف والملاينة والمداراة ونحوها ويتصف بأضدادها لزعمه أنها منافية، لمرتبته وموجبة لإنكسار عظمته (وغلظ وجهه) كناية عن عبوسة وتصعره وعدم انبساطه وبشاشته.
(وظهر فحشه) هو ما اشتد قبحه من الذنوب ويندرج فيه الغيبة والبهتان وسائر أكاذيب اللسان (وقل حياؤه) فلا يبالي وقوع شيء من القبايح والظاهرة والباطنة.
(وكشف الله ستره) لعل المراد بالستر هو الحجاب بين الذنوب وبين المقربين فإذا كشفه فضحه عندهم فيبغضونه ويلعنونه والله سبحانه ستار يستر ذنوب العبد إذا لم يتجاوز عن الحد أو المراد به
(٢٠٧)
مفاتيح البحث: الصّلب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481