شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٠٤
عقولهم حيث لم يعرفوا معنى الآية فإن قلت: أكثرهم أهل اللسان فكيف لم يعرفوا معناها؟ قلت:
المراد أنهم لاذهانهم السقيمة وأفكارهم العقيمة أخطأوا في المقصود منها فزعموا أنهم المؤمنون الصالحون المتقون وأن من عداهم ممن رفض طريقتهم هم الفجار المفسدون فقلبوا المقصود لفساد قلبهم ذلك مبلغهم من العلم ولذلك أدرج لفظ الوجه لأن وجه الكلام هو السبيل المقصود منه.
(أكرموا أنفسهم عن أهل الباطل) لعله استيناف ولذلك ترك العاطف كأنهم قالوا إذا أوجب علينا النزول في منزلتنا والفرار من منزلتهم فكيف نصنع إذا كنا معهم فأجاب بما ذكر يعني عظموا أنفسكم وشرفوها عن ظلم أهل الباطل وجورهم بالموافقة في العمل تقية منهم (فلا تجعلوا لله تعالى وله المثل الأعلى) أي الشرف الأعلى من جميع الوجوه والواو للعطف (وإمامكم ودينكم الذي تدينون به) أي تعبدون ربكم وتطيعونه.
(عرضه لأهل الباطل) العرضة بالضم المنصوب تقول جعله عرضة للناس أي نصبة لهم فلا يزالون يقعون فيه ويذكرون عيوبه وفي كنز: «اللغة العرضة در ميان انداخته».
(فتغضبوا الله عليكم) بفعل ما يوجب غضبه وعقوبته (فتهلكوا) على صيغة المجهول من الإهلاك أو المعلوم من الهلاك، وفعله كضرب ومنع وعلم.
(لا تتركوا أمر الله وأمر من أمركم بطاعته) كما قال: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) (فيغير الله ما بكم من نعمة) متفرع على الترك وقد جرت سنة الله أن لا يغير ما بقوم من النعمة حتى يغيروا ما عليهم من الطاعة كما وقع ذلك في كثير من الأمم الماضية.
(أحبوا في الله من وصف صفتكم) أي في سبيل الله أو بسبب الله، منشأ تلك المحبة هي الاشتراك في دين الحق واتحاد المطلوب والطريق الموصل إليه والرفاقة فيه واتحاد الأصل لأن المؤمنين أخوة بل هم كنفس واحدة وكونها في الله مشروط بأن لا يشوب بشيء من أغراض الدنيا فإنه لا اعتناء بها ولاثبات لها وقس على ذلك البغض في الله.
(وابذلوا مودتكم ونصيحتكم لمن وصف صفتكم) النصيحة إرادة الخير للمنصوح له ويعتبر في حقيقتها الخلوص عن الغش والمراد ببذلها إرشاده إلى الخير وببذل المودة بذل آثارها ولوازمها ومن جملتها دفع المكاره والشر عنه وجلب المنافع والخير له.
(وبغاكم الغوايل) أي الدواهي والمكاره وفي دستور: «اللغة الغائلة بدى».
(هذا أدبنا أدب الله) لأنه بأمره ووحيه وهو شامل للمحاسن والمحامد كلها وفي كنز: «اللغة الأدب كار پسنديده» ولكل عضو منه نصيب فأدب العين النظر إلى المصنوعات مثل الإستدلال بها
(٢٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 199 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481