شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢١٢
للحق وإنكاره لأهله.
(فإن جرى على لسانه حق) على سبيل الاتفاق أو لغرض من الأغراض (لم يعقد قلبه) لعدم اعتقاده به إذا لم يعقد قلبه عليه.
(لم يعطه الله العمل به) ولم يوفقه له ضرورة أن العمل قد يتوقف على الإعتقاد به (فإذا اجتمع ذلك عليه حتى يموت) دل على قبول توبته إن تاب، وإنما لم ينسب الجمع هنا إلى الله تعالى كما في السابق لأن ذلك من سوء صنيعه وعوج تدبيره (وهو على تلك الحال) باقيا على الباطل (كان عند الله من المنافقين) الذين يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم (وصار ما جرى على لسانه من الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه) لإنقلاب قلبه عنه.
(ولم يعطه العمل به) بسبب خذلانه وسلب توفيقه عنه ووكوله إلى نفسه وهو معنى الإضلال في قوله تعالى (يضل الله من يشاء).
(حجة عليه يوم القيامة) لتصوره إياه مع عدم اعتقاده به فيلوم نفسه متأسفا بفواته.
(فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للإسلام.. اه) أمر بالاتقاء من عقوبة الله وخذلانه والتحرز من صفات المنافقين بالسؤال المذكور للإشعار بأن ذلك لا ينال إلا بتوفيق الله والاستعانة به، واعلم أن فعل العبد وإن كان منه لكن يتوقف حصوله على أسباب ومسببات وشرائط متكثرة لو انتفت واحدة منها أو انتقصت لم يتحقق الفعل أو انتقص، وأكثرها من الله تعالى وبعضها وإن كان من العبد يتوقف على توفيق ولطف واستعانة به كما روى «أبى الله أن يجري الأشياء إلا بأسبابها» مثلا كف بصرك عن المحارم يتوقف على العلم بنفعه وضرر ضده والقدرة عليه وإلهام حتى تنتهي إلى الكف وكل ذلك من الله تعالى إلا الأخير وهو الإرادة الجازمة المقارنة للفعل وقد ذكرنا في كتاب التوحيد جملة منها على سبيل الإجمال ولكن لا تجب علينا معرفة تفاصيل ذلك وإنما الواجب علينا عقلا ونقلا وتجربة أن نعرف أنا نحتاج في أفعالنا إلى التوسل بالله تعالى والاستعانة به وطلب التوفيق واللطف منه كما في هذه الرواية وغيرها من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والأخبار العلوية فلذلك كرر (عليه السلام) الأمر بالتوسل به والسؤال عنه والاستعانة منه والله ولي التوفيق.
(وإن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم) الانقلاب الرجوع والمنقلب بضم الميم وفتح اللام أما مكان أو زمان أو مصدر أي يجعل مرجعكم أو رجوعكم إلى الله تعالى في جميع الأوقات أو في وقت الاحتضار أو في القيامة مثل مرجع الصالحين أو رجوعهم في الاشتمال على السرور والكرامة والروح والراحة المعرى عن الحسرة والندامة.
(ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا) أشار إلى أن محبة الله تعالى لعبده
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481