شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٠٨
لطف الحق وتوفيقه الحاجز بين العبد والمعصية أو الملك الموكل بقلبه لدلالته على الخيرات فإذا رفعه منه وقع في الشرور والفرق بينه وبين التخلية كالفرق بين اللازم والملزوم لأن كشف الستر مستلزمة للتخلية.
(فبعد ما بين حال المؤمن وحال الكافر) «بعد» بالضم والتنوين مبتدأ و «ما» زائدة للمبالغة في التعظيم والظرف خبر، والفعل محتمل والمقصود أن بينهما مباينة في الذات والصفات لأن ذات المؤمن وصفاته نورانية وذات الكافر وصفاته ظلمانية فلا جامع بينهما (سلوا الله العافية) من حال الكافر أو من الذنوب والأسقام أيضا.
(صبروا النفس على البلاء في الدنيا) تصبر النفس حملها على الصبر، والبلاء بالفتح الامتحان وشاع استعماله فيما يختبر به مثل التكاليف والأمراض والمصائب والفقر وتحمل الأذى ونحوها ومما يسهل الصبر النظر فيما ورد على الصلحاء من البلاء مما يعجز عن إدراك كميته عقول الأعلام وعن بيان كيفيته بيان الأقلام من تدبر فيه وفي حسن عاقبته وصبرهم عليه تيقن أن ذلك ليس لأجل استحقاقهم واستحقارهم بل لرفع درجتهم وإعلاء منزلتهم تلقاء بالقبول تأسيا بهم (فإن تتابع البلاء فيها والشدة في طاعة الله وولايته وولاية من أمر بولايته خير عاقبة عند الله في الآخرة من ملك الدنيا وإن طال تتابع نعيمها وغضارة عيشها في معصية الله وولاية من نهى الله عن ولايته) الشدة بالنصب عطف على التتابع واحتمال نصبها على المعية بعيد كاحتمال جرها عطفا على البلاء والولاية بالفتح النصرة وبالكسر السلطان والإمارة، وزهرة الدنيا زينتها وبهجتها وكثرة خيرها وغضارة عيش الدنيا طيبها ولذتها يقال: إنهم لقى غضارة من العيش أي في خصب وخير، و «في» متعلق بملك الدنيا ومن متعلق بخير والتفضيل باعتبار فرض الفعل وتقديره في المفضل عليه والمقصود أن المشقة في الدنيا مع الطاعة خير من الراحة فيها مع المعصية أما الطاعة فظاهرة وأما المشقة فلأن فيها ثواب وفي الراحة حساب، ولو قال: في طاعة الله لفهم أن المشقة في الدنيا خير من الراحة فيها وليس ذلك بمقصود وإنما المقصود ما ذكر لترغيب أهل الحق في الصبر على المشقة والطاعة وبيان أنهما خير من الراحة والمعصية التي من جملتها ترك الولاية ورفض طاعة الإمام (عليه السلام)، ولما أمر بصبر النفس على البلاء والطاعة وولاية من أمر الله بولايته ورفض ولاية من نهى الله عن ولايته أراد أن يشير على وجه المبالغة إلى تحقيقه وسببه وبيان من اتصف بالولاية الأولى ومن اتصف بالولاية الثانية وبيان شيء من أحوالهما والغاية المترتبة على جميع ذلك.
(فقال: إن الله أمر بولاية الأئمة الذين سماهم الله في كتابه في قوله وجعلناهم أئمة) بتطهير ظاهرهم وباطنهم عن الأرجاس كلها ونصبهم للخلافة والإمامة وهي كالرسالة من قبله تعالى إذ هي
(٢٠٨)
مفاتيح البحث: الصبر (5)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481