شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٠٦
وبأصل الخلقة الوجود الظلي والعيني وقوله: «مؤمنا» حال عن مفعول خلقه أو تميز عن النسبة فيه واللازم على التقديرين أن يكون خلق العبد مقرونا بإيمانه في علم الله ولا يلزم أن يكون إيمانه من فعله تعالى كما في قولك: ضربت زيدا قائما إذا كان قائما حالا عن زيد وهذا العبد المؤمن إذا ارتكب شرا وإن كان كفرا في بعض الأزمان بإغواء النفس الأمارة والشيطان (لم يمت حتى يكره الله إليه الشر) كره الشر تكريها صيره لديه كريها وذلك لأنه لحسن استعداده ونداء الملك الموكل بقلبه يهتدي إلى الخير وحسنه وحسن عاقبته ويعرف الشر وقبحه وقبح خاتمته فيميل إلى الخير ويحبه ويكره الشر ويبغضه وحينئذ يباعده الله منه بلطفه وتوفيقه وحيلولته بينه وبين الشر مع تأثر قلبه اللطيف من دعاء الملائكة المقربين والأنبياء المرسلين والأرواح القديسين.
(ومن كره الله إليه الشر وباعده منه عافاه الله من الكبر أن يدخله والجبرية) المراد بالكبر أن يعتقد العبد أنه أعظم من غيره وليس لأحد حق عليه بالجبرية بسكون الباء مع كسر الجيم وفتحها أن يظهر بأقواله وأفعاله وكلاهما من المهلكات لأنهما من أخص صفاته تعالى ومن ادعاهما فقد جعل لله شريكا.
(فلانت عريكته) أي نفسه وطبيعته، دل التفريع كالتجربة على أن حصول اللينة متوقف على زوال الكبر إذ المتصف به خشن فظ غليظ القلب وهذه الأمور تنافي اللينة فلعدمه مدخل في حصولها ويتبعها كثير من الفضايل.
(وحسن خلقه) وهو إنما يحصل من الإعتدال بين الإفراط والتفريط في القوة العقلية والشهوية والغضبية ويعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودد والصلة والصدق واللطف والمبرة وحسن الصحبة والمراعاة والمواساة والرفق والحلم والاحتمال لهم والإشفاق عليهم وبالجملة هو تابع لإستقامة جميع الأعضاء الظاهرة والباطنة.
(وطلق وجهه) بانبساطه وتهلله عند لقاء المؤمنين (وصار عليه وقار الإسلام وسكينته) مر تفسيرهما والفرق بينهما، ويمكن الفرق بينهما بوجه آخر وهو أن الوقار سكون النفس في مقتضى القوة الشهوية، والسكينة سكونها في مقتضى القوة الغضبية ويؤيده أن المحقق الطوسي عد الأول من أنواع العفة الحاصلة بإعتدال القوة الأولى، وعد الثاني من أنواع الشجاعة الحاصلة بإعتدال القوة الثانية.
(وتخشعه) وهو التذلل والتضرع وإنما أضاف الثلاثة إلى الإسلام لأنها من أعظم ما يقتضيه الإسلام ولها فوائد جمة وإن كان الكل كذلك ثم الخضوع، والخشوع والتواضع متقاربة في المعنى ويمكن الفرق بينهما بأن لينة القلب من حيث أنها توجب الخوف والخشية والعمل خشوع، ومن
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481