متوقفة على قدرة كاملة مانعة من الخطأ مطلقا ولا يعلم تلك القوة إلا هو.
(يهدون بأمرنا) لا بأمر الناس، يقدمون أمر الله قبل أمرهم وحكم الله قبل حكمهم وقد مر في كتاب الحجة تفسيره بذلك عن أبي عبد الله (عليه السلام) أو يهدون بسبب أمرنا لهم بالهداية لا يحب الدنيا ورئاسة أهلها أو بسبب أمرنا فيهم وهو اللطف والعصمة المانعة من الزلل أو إلى أمرنا وهو ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله).
(وهم الذين أمر الله بطاعتهم وولايتهم) في قوله: (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم) وفي قوله: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا.. الآية).
(والذين نهى الله عن ولايتهم وطاعتهم) بقوله: (وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار) فإن الغرض منه النهي عن اعتقاد ولايتهم وبقوله (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء) فإنه وإن ورد لسبب خاص يتناول النهي عن اعتقاد ولاية كل عدو لله.
(هم أئمة الضلالة) يقدمون أمرهم وحكمهم قبل حكم الله ويتخذون بأهوائهم خلاف ما في كتاب الله تعالى وسنة رسوله (صلى الله عليه وآله) فيضلون ويضلون كما مر في كتاب الحجة تفسيره بذلك عنه (عليه السلام).
(الذين قضى الله لهم أن يكون لهم دول في الدنيا) هي مثلثة جمع الدولة بالضم في المال والجاه وبالفتح في الحرب. وقيل هما فيهما سواء (على أولياء الله الأئمة من آل محمد) أي حكم بذلك وأمر به وفي هذا القضاء حكمة لا يعلمها إلا هو ولا يبعد أن يكون فيها إختبارهم وإختبار هذه الأمة بهم كإختبار جميع الأمم بالشيطان ليتميز الخبيث منهم من الطيب وله الحكم وهو المستعان، والظاهر أن الموصول الأول وهو قوله: (والذين نهى الله) مبتدأ والموصول الثاني وهو قوله: (الذين قضى الله) صفة لائمة الضلالة وقوله: (يعملون في دولتهم بمعصية الله ومعصية رسوله (صلى الله عليه وآله)) خبر المبتدأ ويحتمل أن يكون الموصول الثاني بيانا وتفسيرا للموصول الأول وأن يكون خبرا وحينئذ قوله يعملون حال عن ضمير لهم أو استيناف كأنه قيل ما يصنعون في دولتهم فأجاب بما ذكر.
(ليحق عليهم كلمة العذاب) وهي أمر الله به أو الآيات الدالة عليه كما يقال كلمة التوحيد ويراد بها الكلام الدال عليه أي فعل ما فعل وقضى ما قضى لتحق تلك الكلمة عليهم وعلى أتباعهم حقا مطابقة للإيمان أو ليثبت ثبوتا ظاهرا لا يخفى استحقاقهم له عليهم ولا على غيرهم، إذ قد جرت حكمة الله تعالى أن لا يعذب أحدا بسبب علمه بما يوجب استحقاقهم له وحكمة الله تعالى أن لا يعذب له حتى يتحقق المعلوم في الخارج ويطابق علمه به ويظهر استحقاقه للخلق.
(وليتم أن تكونوا مع نبي الله تعالى محمد (صلى الله عليه وآله) والرسل من قبله) صلوات الله عليهم لعل المراد