شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٠١
الأمر بعده فإنه أن صدر منه حينئذ ما يوجب سخط الله من ترك بعض الطاعات أو فعل بعض المنهيات وتدركه الرحمة والشفاعة بإذن الله لرضائه عنه من وجه آخر فاستحق بذلك قبولهما.
(واعلموا أن أحدا من خلق الله لم يصب رضا الله بطاعته وطاعة رسوله وطاعة ولاة أمره من آل محمد (صلى الله عليه وآله)) طاعتهم مع كونها سببا للرضا سبب أيضا لبقاء النظام بالتناصر والتعاون وقمع طمع الناكثين والمارقين والقاسطين والمنافقين الذين ليس لهم من الإسلام نصيب.
(ومعصيتهم من معصية الله ولم ينكر لهم فضلا عظم أو صغر) المراد بالفضل العظيم ما لا يصل إليه الفهم ويستبعده العقل ولا يعرف حقيقته، والصغير ما هو خلاف ذلك والظاهر أن قوله:
«ومعصيتهم» عطف على اسم «أن» وقوله «لم ينكر» على خبرها وفيه شيء لأن كثيرا من الناس أنكروا فضلهم بل نصبوا عداوتهم، ولعل المراد بعدم إنكار أحد عدم الإنكار ولو حين الاحتضار ولدلالة بعض الروايات على أن المنكرين يعترفون بفضلهم حينئذ أو المراد به العلم بفضلهم وإن لم يصدقوا به أو المراد أنه ينبغي عدم إنكار فضلهم أو المراد بالخلق الأنبياء والأوصياء وأهل المعرفة من الأمم السابقة ومن هذه الأمة والله أعلم.
(واعلموا أن المنكرين هم المكذبون.. اه) يريد أن منكر واحد منهم ومنكر فضلهم مكذب لله ولرسوله في الأمر بطاعتهم ومنافق داخل (في الدرك الأسفل من النار) قيل: أي الطبقة السفلى من جهنم وقيل وهي توابيت من نار تطبق على أهلها (ولن تجد لهم نصيرا) ينصرهم ويدفع عنهم العقوبة بالشفاعة ونحوها، وفيه دلالة على خلودهم في النار.
(ولا يعرفن أحد منكم ألزم الله قلبه طاعته وخشيته من أحد من الناس) «من أحد» متعلق بلا يعرفن على صيغة المجرد المجهول والمراد بهم المخالفون وألزم صفة لأحد والمراد به القائل بولاية على وأولاده الطاهرين عليهم السلام أي لا يفعل أحد منكم عندهم ما يعرف به وتميز عنهم وفيه ترغيب في التقية للإحتراز من ضررهم.
(ممن أخرجه الله من صفة الحق ولم يجعله من أهلها) إنما نسب الإخراج من صفة الحق وهي القول بالولاية إلى الله تعالى لعلمه أزلا بعدم اتصافها واضطراب قلبه من قبولها فأخرجه منها ولم يجعله من أهلها جبرا لأن الجبر مناف للحكمة، ومنه يظهر الزامه تعالى قلب أحد طاعته وصفة الحق لأنه لما علم منه قبولها إختيارا وفقه لقبولها ونصره عليه وهذا معنى الإلزام فانتفى الجبر في الموضعين وملك كل أحد ماله باختياره.
(فإن لم يجعله الله من أهل صفة الحق فأولئك هم شياطين الإنس والجن فإن لشياطين الإنس حيلة ومكرا وخدايع ووسوسة بعضهم إلى بعض) الظاهر أنه تعليل لقوله: «لا يعرفن أحد منكم»
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481