شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢١٧
(ولا تركنوا إلى ما في هذه الدنيا ركون من اتخذها دار قرار ومنزل استيطان) الركون الميل والسكون وفعله من باب علم ونصر ومنع والمراد أن الدنيا مذمومة من هذه الجهة وهي الرضا بذاتها واتخاذها وطنا ودار إقامة كما يتخذها كذلك أبناء الدنيا وإلا فهي ممدوحة من حيث أنها محل للعبادة واتخاذ زاد الآخرة وما فيها سبب للقوة عليهما وإلى هذا أشار أمير المؤمنين (عليه السلام) بقوله:
«ولنعم دار من لم يرض بها دارا ومحل من لم يوطنها محلا».
(والله أن لكم مما فيها عليها لدليلا وتنبيها من تصريف أيامها وتغير انقلابها ومثلاتها وتلاعبها بأهلها) لعل المراد من تصريف أيامها ذهاب قوم ومجئ آخرين، لا في الذاهبين رجوع إلى الدنيا ولا في الآخرين سكون فيها ويتغير انقلابها تغير الأمن والصحة والرخاء والسراء ونحوها إلى الخوف والسقم والشدة والضراء وبالعكس، وبمثلاتها صورها وأشكالها وشدائدها وهي جمع المثلة بفتح الميم وضم الثاء بمعنى العقوبة والشدائد ويتلاعبها بأهلها عرض زينتها وأسبابها عليهم فإذا ركنوا إليها أدبرت عنهم كما أدبرت عن الماضين أو البأس أسبابها الخسيسة بالصور الحسنة وتزيينها عند أهلها وهذا العمل شبيه بالملاعبة وفي الصيغة الدالة على وقوع الفعل من الطرفين دلالة على وقوعه منها على وجه الكمال وهذا العمل كما يسمى ملاعبة كذلك يسمى خدعة وغرارا على سبيل المكنية والتخييلية وفيه ترغيب لتنبيه اللبيب في الإتعاظ من تصاريفها وتقلبها على أهلها وتغيراتها وعدم ثباتها على وجه واحد كما تشهد عليه الديار الخاوية والمنازل الخالية فإن المنتبه إذا عرف هذه الأمور اتعظ بها وعبر منها ولا يركن إليها.
(أنها لترفع الخميل وتضع الشريف وتورد أقواما إلى النار غدا) بإعطاء لذاتها الموجبة للدخول فيها ونسبة أمثال هذه الأفعال إلى الدنيا باعتبار أنها سبب متأدي لها والمراد بالخميل من خفي ذكره وصوته والساقط الذي لا نباهة له، وهذه الفقرة يحتمل أن يكون بيانا لما قبلها فإن مضمونها شبه الملاعبة.
(وفي هذا معتبر ومختبر وزاجر) أي ما ذكر من تصريف أيام الدنيا إلى آخره اعتبار وإختبار أو محل لهما، زاجر عن الميل إليها لمنتبه عاقل. وخصصه بالذكر لكونه المقصود بالخطاب وكل ذلك ظاهر لأن الدنيا ماضية بأهلها على طريقة واحدة وحالها مع القرون الباقية كحالها مع القرون الماضية والمنتبه إذا نظر إلى آفات الدنيا وتغيراتها والعقوبات النازلة فيها على اتخذها دار إقامة وشاهد أن كل ذلك أمور باطلة وأظلال زائلة ظهر في قلبه نور يمنعه عن التقحم فيها والركون إليها.
(أن الأمور الواردة عليكم في كل يوم وليلة من مظلمات الفتن) الظاهر أن من بيانية للأمور مع احتمال أن يكون ابتدائية لبيان منشأها والإضافة من باب جرد قطيفة، وفي بعض النسخ «من
(٢١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 222 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481