آخره فإنه شامل لجميع الطاعات أيضا.
(فمن دان الله فيما بينه وبين الله مخلصا لله) أي من عنده سرا أو في الدين الذي بينه وبين الله تعالى لا في دين الرأي والقياس حال كونه مخلصا لله منزها لعمله أن يكون لغير الله فيه شرك ونصيب.
(ولم يرخص لنفسه في ترك شيء من هذا) الذي ذكر من الولايات وشروطها والترخيص عدم الاستقصاء، رخص له في كذا ترخيصا فترخص هو أي لم يستقص ولم يبلغ الغاية فالمراد بعدم الترخيص في الترك هو المبالغة في عدمه.
(فهو عند الله في حزبه الغالبين) على النفس الأمارة بالكسر أو على المذاهب الباطلة بالحجة، أو على الأعداء بالغلبة وهم حزب الإمام المنتظر أو الأعم ومن حزب الأنبياء والرسل كما قال تعالى: (كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز).
(إلى ها هنا رواية القاسم بن الربيع) وما يأتي رواية حفص المؤذن وإسماعيل بن جابر وإنما لم يقل إلى ها هنا رواية إسماعيل بن مخلد السراج لأنه لو قال ذلك لفهم أنه لم يروا الباقي وذلك ليس بمعلوم لجواز روايته وعدم نقله للقاسم أو نقله له وإختصار القاسم على القدر المذكور.
(يعني المؤمنين قبلكم إذا نسوا شيئا.. اه) الظاهر أنه كلام المصنف لتفسير الآية المذكورة والنسيان كناية عن الترك ما دل عليه ما بعده وفسره أبو جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى: (ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما) بالترك، وبالجملة إطلاقه على الترك شايع فلا يرد أن النسيان ليس بعصيان.
(واعلموا أنه إنما أمر ونهى ليطاع - إلى آخره) أعظم الأمر والنهي الامر بطاعة الأئمة الهداة والنهي عن طاعة الأئمة الغواة.
(واعلموا أنه ليس بين الله وبين أحد من خلقه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك من خلقه كلهم إلا طاعتهم له فجدوا في طاعة الله) الظاهر أن ملك اسم ليس ومن خلقه متعلق بأحد واحتمال جعله اسم ليس بزيادة من وجعل ملك مجرورا بدلا عن لفظه ومرفوعا بدلا عن محله بعيد فكأنه رغب كل واحد في العلم بأن كل بلية بينه وبين الله كانت طاعتهم له ليجتهد فيها ولا يتخلف في السباق عنهم والأظهر أن ملك بدل من الخلق وأن اسم ليس محذوف أي ليس بين الله وبين أحد من الخلائق شيء نافع إلا الطاعة فجدوا فيها.
(وقال: عليكم بطاعة ربكم ما استطعتم) أمر (عليه السلام) في هذا الحديث بطاعة الرب مكررا لاقتضاء المقام المبالغة فيه لأن القايل بالحق قليل واللسان عن الصدق كليل والناس معتكفون على العصيان