شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ٢٠٠
وراغبون في المعصية والطغيان.
(فإن الله ربكم) أخرجكم من العدم وأفاض علكيم الوجود وتوابعه من الكمالات وأعطاكم نعمه ظاهرة وباطنة ورباكم في جميع الحالات وكل ذلك يقتضي طاعتكم له بقدر الإمكان (واعلموا أن الإسلام هو التسليم والتسليم هو الإسلام) أي الإسلام هو التسليم لله ولرسوله ولأولي الأمر والانقياد لهم في الأوامر والنواهي وليس هو بمجرد القول وفي تعريفها باللام وتوسيط الضمير دلالة على الحصر والتأكيد فيه هذا بناء على التلازم بينهما ويمكن حمله على إتحاد الحقيقة يعني أن عرفت معنى الإسلام والتسليم وحقيقتهما فهذا ذاك فمن سلم فقد أسلم ومن لم يسلم فلا إسلام له لأن وجود اللازم على وجود الملزوم وعدمه على عدمه وعلى القول بالاتحاد فالأمر ظاهر.
(ومن سره أن يبلغ إلى نفسه في الإحسان فليطع الله.. اه) الإبلاغ الإيصال يقال: أبلغ إليه شيئا أي أوصله إليه وفي زائدة للتأكيد مثل (اركبوا فيها بسم الله مجريها) أو هي كإلى متعلقة بيبلغ بتضمين معنى الإجتهاد أو بمفعول مقدر أي من سره أن يوصل إلى نفسه إجتهادا في الإحسان فليطع الله في أوامره ونواهيه ويحتمل أن يراد بالإبلاغ المبالغة وهي الإجتهاد يقال: بالغ في كذا إذا اجتهد فيه، وإلى حينئذ متعلقة بالإحسان وتقديم معمول المصدر إذا كان ظرفا ونحوه جائز (وإياكم ومعاصي الله أن تركبوها) أي تتبعوها من ركبت الأثر إذا تبعته أو تعلوها بتشبيه المعصية بالدابة في إيصال صاحبها لي منزل الشقاوة ونسبة الركوب إليها مكنية وتخييلية.
(وليس بين الإحسان والإساءة منزلة فلأهل الإحسان عند ربهم الجنة) ولأهل الإساءة عند ربهم النار كما قال تعالى: (فريق في الجنة وفريق في السعير) قال الأمين الأسترآبادي: قد تواترت الأخبار عن الأئمة الأطهار بأن الناس ثلاثة أصناف منهم من هو تحت المشية فالظاهر أن مراده (عليه السلام) أن الذي أبرم الله أمره قسمان.
أقول: يريد أن الذي وقع الحتم فيه قسمان لا ثالث لهما لأنه إما مقر بالولايات المذكورة متمسك بشروطها أو منكر لشيء منها فالأول محسن والثاني مسيء وأما المستضعف وهو من لم يقر ولم ينكر فهو خارج عن المقسم فلا يرد أنه قسم ثالث (واعلموا أنه ليس يغني عنكم من الله أحد) أي لا يصرف ولا يكف عنكم أحد ممن ذكر شيئا من عقوبة الله إلا برضاه عنكم ولم يذكر الاستثناء لظهوره ولدلالة التفريع عليه وهو قوله: (فمن سره أن تنفعه شفاعة الشافعين عند الله فيطلب متضرعا إلى الله) أي فليرغب إليه من طلب إليه رغب.
(أن يرضى عنه) المراد بطلب الرضا طلب وسيلة له وهي طاعة الله وطاعة الرسول وطاعة ولاة
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (1)، الشفاعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481