من أتباع الإمام، المسلمين لفضله الصابرين على أداء حقه العارفين بحرمته) في النهاية: أحرجه بالحاء المهملة أوقعه في الحرج، وفي الصحاح: أحرجه إليه ألجأه، وفيه سعى به إلى الوالي إذا وشى به أي نقل أمره إليه ونمه ليؤذيه والظاهر أن المراد بالمحرج هنا من يسعى بأهل الصلاح وينهى حاله إلى الإمام بإذاعة السر والإتيان بالمعصية الموبقة ونحوها، واحتمال سعايته إلى الوالي الجائر بعيد لأنه فيما بعد: «فإذا فعل ذلك عند الإمام» ينافيه في الجملة فعلى الأول لعن الإمام إياه باعتبار ما افتراه الساعي ولما لم يكن هو على ما إفتراه يرجع اللعن إلى الساعي وأما على الثاني فلأن الجائر يؤذيه ولما لم يكن له ناصر يدفع أذاه عنه (واعلموا أنه من نزل بذلك المنزل عند الإمام) هو منزل السعاية والغمز ونسبة السوء إلى المؤمن الصالح وهذا كما هو قبيح عند الإمام كذلك قبيح مطلقا.
(يلعن الإمام أهل الصلاح) لعدم نصرتهم إياه وتخاذلهم له ويعود اللعن إلى الساعي في الحقيقة.
(فإذا لعنهم لاحراج أعداء الله الإمام صارت لعنته رحمة من الله عليهم.. اه) الإمام فاعل لعنهم ومفعول لإحراج على سبيل التنازع وإضافة الإحراج إلى الأعداء إضافة المصدر إلى الفاعل والمراد بهم الساعون بأهل الصلاح إلى الإمام أو إلى الجائر على الاحتمال ويحتمل أن يكون فاعل لعنهم ضمير راجع إلى الإمام.
(قال: ومن سره أن يلقى الله وهو مؤمن حقا حقا.. اه) تأكيد لمضمون جملة أو صفة لمفعول مطلق محذوف أي ايمانا حقا والتكرير لزيادة التأكيد.
(فليتول الله ورسوله والذين آمنوا وليبرء إلى الله من عدوهم) المراد بالذين آمنوا أمير المؤمنين وأولاده الطاهرون عليهم السلام وفيه دلالة على أن أصل الإيمان لا يتحقق بدون أمور أربعة وأن البراءة من عدوهم جزء منه كما دل عليه غيره من الأخبار.
(ويسلم لما انتهى إليه من فضلهم) أي يصدقه تصديقا جازما وإن لم يعرف حقيقته.
(لأن فضلهم لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا من دون ذلك) تعليل لما سبق وإشارة إلى أن فضلهم البالغ إليه وإن كان في غاية الكمال التي يستبعده ضعفاء العقول ينبغي أن لا ينكره بل يسلمه ويذعنه لأن ما بلغ إليه ليس في حد الكمال بالنسبة إلى ما هو لهم في الواقع من الفضل والجمال (لم تسمعوا ما ذكر الله من فضل أتباع الأئمة الهداة) الاستفهام للتقرير ووصف الأئمة بالهداة للمدح أو للتقييد بإخراج أئمة الضلالة (وهم المؤمنون) التابعون لهم في العقائد والأعمال والأخلاق والتعريف للحصر.