بعد موته خلافا لأمره كما لا يجوز ذلك في حياته.
(وهو ممن يزعم أن الله يطاع ويتبع أمره بعد قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)) الظاهر أنه حال عن فاعل أقر وإشارة إلى أن الاعتراف بوجوب طاعته واتباع أمره في حياة النبي (صلى الله عليه وآله) مستلزم للاعتراف به بعد موته كما أن الاعتراف بعدم جواز الاخذ بالرأي في حياته مستلزم للاعتراف بعدم جوازه بعد موته وفي لفظ الزعم إيماء إلى أنه يلزمه ذلك وإن لم يكن مذهبا له، ولما أشار إلى الدليل إلزامي أو عقلي على المطلوب أراد أن يشير إلى دليل تحقيقي أو نقلي عليه فقال (وقد قال الله وقوله الحق) وهو جملة حالية أو إعتراضية: (وما محمد إلا رسول) لا يجاوز الرسالة إلى التبري من الموت أو القتل.
(قد خلت من قبله الرسل) بالموت أو القتل (أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم) قال القاضي: هذا إنكار لارتدادهم على أعقابهم عن الدين بموته أو قتله بعد علمهم بموت الرسل أو قتلهم وبقاء دينهم متمسكا به.
(ومن ينقلب على عقبيه) بإرتداده (فلن يضر الله شيئا) بل يضر نفسه (وسيجزي الله الشاكرين) على نعمة الإسلام بالثبات عليه (وذلك لتعلموا.. اه) ذلك إشارة إلى قول الله تعالى ذلك القول ومحصله أن الآية تدل على وجوب متابعة أمره في حياة محمد (صلى الله عليه وآله) وبعد موته وعلى عدم جواز الأخذ بالرأي مخالفا لأمره في حياته وبعد موته فمن أنكر شيئا من ذلك فهو مرتد خارج عن الإسلام.
(وقال) (عليه السلام): (دعوا رفع أيديكم في الصلاة الأمرة واحدة حين تفتتح الصلاة) والأمر بترك رفع اليدين في الصلاة مع أنه عندنا مستحب عند كل تكبرة والقول بالوجوب نادر إنما هو للتقية كما صرح به (عليه السلام) في قوله:
(فإن الناس قد شهروكم بذلك) أي برفع اليدين ويوجب ذلك لحوق الضرر العظيم بكم وبامامكم، وشهر اما بتخفيف الهاء أو تشديدها.
(والله المستعان) في رفع كيد الأعداء وإضرارهم وإنما استثنى الرفع في الإفتتاح لأن العامة كلهم قائلون أيضا بإستحبابه كما صرح به المازري وإنما اختلفوا في غيره فأشهر الروايات عند مالك سقوطه وقال ابن القصار: لا يستحب الرفع في شيء من الصلاة وظاهره عدم الاستحباب في الإفتتاح أيضا وعلى أي تقديرهم كانوا يتركون الرفع رغما للشيعة وخلافا لهم ويجعلونه من علامة الرفض وليس مختصا بالرفع بل هم يتركون الصلاة على آل النبي (صلى الله عليه وآله) وتسطيح القبور التسنيم رغما لهم مع وجود الدلايل عليهما عنهم كما صرح به صاحب الكشاف وإذا كانوا كذلك وجب علينا