شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٩٨
(قال: (أولئك)) قال الله ومن يطع الله ورسوله فأولئك (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) الإشارة للموصول وهم المطيعون لله وللرسول في جميع الأمور وأعظمها النهي عن طاعة الأئمة الغواة والأمر بطاعة الأئمة الهداة فقد ظهر أن الآية في فضل أتباعهم والفرق بين الفرق الأربعة أن كل لاحق أعم مطلقا من السابق إن أريد بالشهداء في العباد وأما إن أريد بهم الشهداء في الجهاد فالنسبة بينهم وبين من قبلهم أعم من وجه، ويمكن أن يراد بالثلاثة الأخيرة الأئمة الهداة وذكر هذه الصفات للدلالة على اتصافهم بها وللمفسرين فرق آخر بين هؤلاء لا يخلوا من تكلف.
(وحسن أولئك رفيقا) في معنى التعجب ورفيقا نصب على التميز أو الحال ولم يجمع لأنه يقال للواحد والجمع كالصديق أو لأنه أريد وحسن كل واحد منهم رفيقا كذا في تفسير القاضي (فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الأئمة) أشار إلى أن هذا فضل واحد وأن لهم فضائل كثيرة غير محصورة.
(فكيف بهم وفضلهم) أي فكيف يبلغ بذواتهم وحقيقة فضلهم أحد والاستفهام للإنكار.
(ومن سره أن يتم الله له إيمانه.. اه) دل على أن الإيمان هو التصديق بالولايات المذكورة وأن الأعمال خارجة عنه وشروط لكماله كما دل عليه أيضا روايات أخر (أقام الصلاة) حذفت التاء من المصدر للتخفيف من ثقل الإضافة.
(وإقراض الله قرضا حسنا) بفعل الطاعات والإحسان إلى الخلق وإقراضهم والإنفاق في وجوه البر وصلة الإمام. روى المصنف في باب صلة الإمام بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال «ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدرهم إلى الإمام وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد، ثم قال إن الله يقول في كتابه: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) قال: وهو والله صلة الإمام خاصة» ولعل المقصود من قوله خاصة أن الآية نزلت قصدا وبالذات في صلة الامام ولا ينافي تعميمها بإدخال جميع ما ذكر فيها، والمراد بحسنه خلوصه عن غير وجه الله مع طيب النفس من غير من ولا أذى وغير ذلك من موجبات النقص وإنما سمي قرضا لأن الفاعل يأخذ العوض وهو الأجر الجزيل والثواب الجميل منه تعالى.
(واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن) مر تفسيره آنفا (فلم يبق شيء مما فسر مما حرم الله إلا وقد دخل في جملة قوله) الفسر الإبانة وكشف الغطاء كالتفسير والفعل كضرب ونصر ومما حرم بيان لما فسر أو لشيء والأول أظهر والثاني أشمل، والمراد بالجملة على الأول الفواحش يعني أن هذا المجمل شامل لجميع المحرمات في الآيات والروايات وعلى الثاني أقام الصلاة إلى
(١٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 193 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481