(قال: (أولئك)) قال الله ومن يطع الله ورسوله فأولئك (مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين) الإشارة للموصول وهم المطيعون لله وللرسول في جميع الأمور وأعظمها النهي عن طاعة الأئمة الغواة والأمر بطاعة الأئمة الهداة فقد ظهر أن الآية في فضل أتباعهم والفرق بين الفرق الأربعة أن كل لاحق أعم مطلقا من السابق إن أريد بالشهداء في العباد وأما إن أريد بهم الشهداء في الجهاد فالنسبة بينهم وبين من قبلهم أعم من وجه، ويمكن أن يراد بالثلاثة الأخيرة الأئمة الهداة وذكر هذه الصفات للدلالة على اتصافهم بها وللمفسرين فرق آخر بين هؤلاء لا يخلوا من تكلف.
(وحسن أولئك رفيقا) في معنى التعجب ورفيقا نصب على التميز أو الحال ولم يجمع لأنه يقال للواحد والجمع كالصديق أو لأنه أريد وحسن كل واحد منهم رفيقا كذا في تفسير القاضي (فهذا وجه من وجوه فضل اتباع الأئمة) أشار إلى أن هذا فضل واحد وأن لهم فضائل كثيرة غير محصورة.
(فكيف بهم وفضلهم) أي فكيف يبلغ بذواتهم وحقيقة فضلهم أحد والاستفهام للإنكار.
(ومن سره أن يتم الله له إيمانه.. اه) دل على أن الإيمان هو التصديق بالولايات المذكورة وأن الأعمال خارجة عنه وشروط لكماله كما دل عليه أيضا روايات أخر (أقام الصلاة) حذفت التاء من المصدر للتخفيف من ثقل الإضافة.
(وإقراض الله قرضا حسنا) بفعل الطاعات والإحسان إلى الخلق وإقراضهم والإنفاق في وجوه البر وصلة الإمام. روى المصنف في باب صلة الإمام بإسناده عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه قال «ما من شيء أحب إلى الله من إخراج الدرهم إلى الإمام وإن الله ليجعل له الدرهم في الجنة مثل جبل أحد، ثم قال إن الله يقول في كتابه: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) قال: وهو والله صلة الإمام خاصة» ولعل المقصود من قوله خاصة أن الآية نزلت قصدا وبالذات في صلة الامام ولا ينافي تعميمها بإدخال جميع ما ذكر فيها، والمراد بحسنه خلوصه عن غير وجه الله مع طيب النفس من غير من ولا أذى وغير ذلك من موجبات النقص وإنما سمي قرضا لأن الفاعل يأخذ العوض وهو الأجر الجزيل والثواب الجميل منه تعالى.
(واجتناب الفواحش ما ظهر منها وما بطن) مر تفسيره آنفا (فلم يبق شيء مما فسر مما حرم الله إلا وقد دخل في جملة قوله) الفسر الإبانة وكشف الغطاء كالتفسير والفعل كضرب ونصر ومما حرم بيان لما فسر أو لشيء والأول أظهر والثاني أشمل، والمراد بالجملة على الأول الفواحش يعني أن هذا المجمل شامل لجميع المحرمات في الآيات والروايات وعلى الثاني أقام الصلاة إلى