شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٨٨
الغلط في الأصول بقوله (حتى دخلهم الشيطان) دخولا تاما يقتضي كفرهم (لأنهم جعلوا أهل الإيمان) المذكورين (في علم القرآن) والظرف متعلق بأهل الإيمان باعتبار أنه عبارة عن المؤمنين (عند الله كافرين وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين) والظرف يحتمل الأمرين وأشار إلى الثانية وهي توجب الغلط في الفروع بقوله: (وحتى جعلوا) عطف على قوله: «حتى دخلهم» (ما أحل الله في كثير من الأمر حراما وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا) كما هو شأن أصحاب الرأي والقياس لأن قلوبهم المنقلبة مائلة إلى القلب في أمر الله وأحكامه.
(فذلك أصل ثمرة أهوائهم) ذلك إشارة إلى رغبتهم عن سؤال أهل الذكر وإعراضهم عنه وإضافة الأولى لامية والثانية بيانية والمراد بأهوائهم مهويات نفوسهم ومشتهياتها كجعل المؤمن كافرا وجل الكافر مؤمنا وجعل الحلال حراما وبالعكس وبغض المؤمن ومعاداته وقتله وأسره ونهب ماله وتكذيب الحق وتصديق الباطل ونحوها، وبالجملة رغبتهم عن سؤال أهل الذكر أصل بنو عليه جميع أهوائهم المذكورة وغيرها إذ لو رغبوا في سؤالهم وتمسكوا بأقوالهم وأعمالهم وعقايدهم لم يقع منهم شيء من ذلك كما لم يقع من الشيعة، ويحتمل أن يكون الإضافة الثانية أيضا لامية إلا أنه لا يفيد صريحا أن الأهواء أيضا من ثمرة ذلك.
(وقد عهد إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل موته) أي أوصاهم بولاية وصيه ورعايتها وحفظها في مواضع عديدة منها يوم الغدير.
(فقالوا: نحن بعد ما قبض الله رسوله يسعنا) «يسعنا» خبر لنحن وبعد متعلق به أو بقالوا أي لم يكتفوا بالرغبة عن سؤال أهل الذكر بل قالوا: يجوز لنا.
(أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس) وهو رأيهم في خلافة الأول متمسكين بإجماعهم عليها وهو غير متحقق بالاتفاق كما ذكرنا في كتاب الحجة وعلى تقدير تحققه ليس بحجة.
(بعدما قبض الله تعالى رسوله) متعلق بيسعنا أو بأخذ أو بإجتمع أو بالجميع على سبيل التنازع وهو في بعض الاحتمال تأكيد للسابق (وبعد عهده) وهو عهد الولاية.
(مخالفا لله ولرسوله) حال عن فاعل اجتمع وتلك المخالفة كفر بهما لإنكار قولهما.
(فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك وزعم أن ذلك يسعه) من التفضيلية متعلق بأجرا وأبين على سبيل التنازع وذلك إشارة إلى الرأي المذكور والمقصود أن كل من أخذ من هذه الأمة بذلك الرأي وزعم أنه يجوز له الأخذ فهو أجرأ على الله أو أبين ضلالة وخروجا عن سبيل الحق من غيره مطلقا سواء كان ذلك الغير من هذه الأمة أم من غيرها لأنه أنكر قولهما مع علمه به وأخذه بخلافه وهو كفر بالله العظيم بخلاف من لم يأخذ من هذه الأمة بذلك الرأي فإنه لو خالفهما
(١٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481