الغلط في الأصول بقوله (حتى دخلهم الشيطان) دخولا تاما يقتضي كفرهم (لأنهم جعلوا أهل الإيمان) المذكورين (في علم القرآن) والظرف متعلق بأهل الإيمان باعتبار أنه عبارة عن المؤمنين (عند الله كافرين وجعلوا أهل الضلالة في علم القرآن عند الله مؤمنين) والظرف يحتمل الأمرين وأشار إلى الثانية وهي توجب الغلط في الفروع بقوله: (وحتى جعلوا) عطف على قوله: «حتى دخلهم» (ما أحل الله في كثير من الأمر حراما وجعلوا ما حرم الله في كثير من الأمر حلالا) كما هو شأن أصحاب الرأي والقياس لأن قلوبهم المنقلبة مائلة إلى القلب في أمر الله وأحكامه.
(فذلك أصل ثمرة أهوائهم) ذلك إشارة إلى رغبتهم عن سؤال أهل الذكر وإعراضهم عنه وإضافة الأولى لامية والثانية بيانية والمراد بأهوائهم مهويات نفوسهم ومشتهياتها كجعل المؤمن كافرا وجل الكافر مؤمنا وجعل الحلال حراما وبالعكس وبغض المؤمن ومعاداته وقتله وأسره ونهب ماله وتكذيب الحق وتصديق الباطل ونحوها، وبالجملة رغبتهم عن سؤال أهل الذكر أصل بنو عليه جميع أهوائهم المذكورة وغيرها إذ لو رغبوا في سؤالهم وتمسكوا بأقوالهم وأعمالهم وعقايدهم لم يقع منهم شيء من ذلك كما لم يقع من الشيعة، ويحتمل أن يكون الإضافة الثانية أيضا لامية إلا أنه لا يفيد صريحا أن الأهواء أيضا من ثمرة ذلك.
(وقد عهد إليهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل موته) أي أوصاهم بولاية وصيه ورعايتها وحفظها في مواضع عديدة منها يوم الغدير.
(فقالوا: نحن بعد ما قبض الله رسوله يسعنا) «يسعنا» خبر لنحن وبعد متعلق به أو بقالوا أي لم يكتفوا بالرغبة عن سؤال أهل الذكر بل قالوا: يجوز لنا.
(أن نأخذ بما اجتمع عليه رأي الناس) وهو رأيهم في خلافة الأول متمسكين بإجماعهم عليها وهو غير متحقق بالاتفاق كما ذكرنا في كتاب الحجة وعلى تقدير تحققه ليس بحجة.
(بعدما قبض الله تعالى رسوله) متعلق بيسعنا أو بأخذ أو بإجتمع أو بالجميع على سبيل التنازع وهو في بعض الاحتمال تأكيد للسابق (وبعد عهده) وهو عهد الولاية.
(مخالفا لله ولرسوله) حال عن فاعل اجتمع وتلك المخالفة كفر بهما لإنكار قولهما.
(فما أحد أجرأ على الله ولا أبين ضلالة ممن أخذ بذلك وزعم أن ذلك يسعه) من التفضيلية متعلق بأجرا وأبين على سبيل التنازع وذلك إشارة إلى الرأي المذكور والمقصود أن كل من أخذ من هذه الأمة بذلك الرأي وزعم أنه يجوز له الأخذ فهو أجرأ على الله أو أبين ضلالة وخروجا عن سبيل الحق من غيره مطلقا سواء كان ذلك الغير من هذه الأمة أم من غيرها لأنه أنكر قولهما مع علمه به وأخذه بخلافه وهو كفر بالله العظيم بخلاف من لم يأخذ من هذه الأمة بذلك الرأي فإنه لو خالفهما