أقول: هذا إن فسرت البدعة بما ذكروا أما إن فسرت بما خالف الشرع أو بما نهى عنه الشارع فلا تصدق على الأمور المذكورة.
(ولن ينال شيء من الخيرات عند الله إلا بطاعته والصبر والرضا) أي الصبر على المصائب والمكاره وفعل الطاعات وترك المنهيات والرضا بقضاء الله لأن الصبر والرضا من طاعة الله ونيل الخير بالطاعة أمر مسلم لا يحتاج إلى تعليل والقول بأنه ينال بالصبر والرضا حينئذ لا يتم إلا ببيان أنهما من الطاعة فالتعليل لبيان ذلك وحينئذ ذكرهما بعد الطاعة من قبيل ذكر الخاص بعد العام للعناية والاهتمام (واعلموا أنه لن يؤمن عبد من عبيده حتى يرضى عن الله فيما صنع الله إليه وصنع به) العائذ إلى الموصول وهو المفعول الأول محذوف. محبوب أن عدي إلى الثاني بإلى ومكروه إن عدى بالباء في الأغلب وقد يقوم كل منهما مقام الآخر كما يجيء فقوله: (على ما أحب وكره) لف ونشر مرتب والمراد بالإيمان الإيمان الكامل بدليل ان من لم يبلغ مرتبة الرضا لم يخرج معن أصل الإيمان، وفيه دلالة على أنه كما لابد في كماله من الرضا بالمكروه كذلك لابد فيه من الرضا بالمحبوب مثل الصحة والأمن والغنى ونحوها على تفاوت درجاتها (ولن يصنع الله بمن صبر ورضى عن الله إلا بما هو أهله وهو خير له) من خلافه لأنه تعالى عالم بمصالح العبد يصنع له ما هو يصلح له فإن أفقره كان خيرا له وإن أغناه كان خيرا له وكذلك جميع الحالات المتضادة وفيه دلالة على أن الخيرية مشروطة بالرضا والصبر وإلا فجرت عليه المقادير وهو محروم عن أجر الصابرين.
(مما أحب وكره) الظاهر أنه بيان للموصول وتعلقه بخير بعيد من حيث المعنى، ويؤيده أنه وقع «فيما» بدل «مما» في بعض النسخ.
(عليكم بالمحافظة على الصلوات) بإيقاعها مع شرائطها في أوقاتها (والصلاة الوسطى) أي الفضل أو الواقعة في الوسط فيها أقوال على عدد اليومية والمشهور أنها العصر ولعل السر في اخفائها هو الترغيب في محافظة جميعها.
(وقوموا لله قانتين) ظاهر الصدوق أنه القنوت المعروف وأنه واجب، وظاهر ابن أبي عقيل وجوبه في الجهرية والمشهور أنه مندوب وقيل: المراد به الخشوع والإطاعة والدعاء مطلقا (كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وإياكم) دل على أن خطاب القرآن شامل للحاضرين والغائبين وقت النزول من باب التغليب كما صرح به بعض أرباب الأصول فهو حجة على من خصه بالأول وأجرى الحكم في الغائب بالإجماع.
(وعليكم بحب المساكين المسلمين) الحب: ميل القلب وهو مطلوب لجميع المسلمين