كيف يجوز ذلك لغيرهم، ثم أشار بعد التصريح بعدم جواز أخذهم بما ذكر إلى عدم احتياجهم إلى الأخذ به أيضا بقوله:
(أغناهم الله تعالى عن ذلك بما آتاهم الله من علمه) دل على أن هذا العلم موهبي والضمير للقرآن أو لله تعالى.
(وخصهم به ووضعه عندهم) فلا يشاركهم غيرهم وهم يحفظونه ولا ينسونه أبدا (كرامة من الله أكرمهم بها) مفعول له لآتاهم أو ما عطف عليه والإستيناف محتمل.
(وهم أهل الذكر) الذكر القرآن أو محمد (صلى الله عليه وآله) (الذين أمر الله هذه الأمة بسؤالهم) في قوله:
(فاسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ثم رغب في الرجوع إليهم بقوله:
(وهم الذين من سألهم، وقد سبق في علم الله أن يصدقهم ويتبع أثرهم، أرشدوه) إلى مسؤله، الواو للحال دون الاعتراض لأن هذه الجملة لها محل من الإعراب (وأعطوه من علم القرآن) لا من الهوى والرأي والقياس.
(ما يهتدي به إلى الله باذنه) أي بتوفيقه أو بعلمه أنه يقبل الهداية وفيه حينئذ كما في الجملة الحالية إشارة إلى أن إرشادهم للسائل واهتدائه لا يكونان إلا مقرونا بعلمه تعالى في الأزل بتصديقه واستعداده بقبول الهداية، ثم أشار بقوله:
(وإلى جميع سبل الحق) إلى أنهم كما يرشدون السائل إلى ما سأله كذلك يرشدونه إلى جميع سبل الحق لأنهم أدلاء يدلون العباد إذا وجدوهم مصدقين لهم إلى طرق الخيرات كلها مع السؤال وبدونه ولما ذكر الراغبين فيهم والمصدقين لهم في علم الله تعالى وأنهم لا يأخذون بالهوى والرأي والقياس كما لا يأخذ بها أئمتهم أشار إلى الراغبين عنهم والمكذبين لهم في علمه تعالى والأخذين بما ذكر مثل أئمتهم بقوله:
(وهم الذين لا يرغب عنهم ولا عن مسئلتهم وعن علمهم الذين أكرمهم الله به وجعله عندهم إلا من سبق عليه في علم الله الشقاء في أصل الخلق تحت الأظلة) هي عالم الأرواح الصرفة أو عالم الذر وهو عالم المثال وإطلاق الظل على الروح والمثال مجاز تشبيها لهما بالظل في عدم الكثافة وتقريبا لهما إلى الفهم.
(فأولئك الذين يرغبون عن سؤال أهل الذكر) بعد الوجود في الأعيان (وأولئك الذين يأخذون بأهوائهم وآرائهم ومقائيسهم) لما ذكرناه سابقا، ويفهم منه أن المصدق بأئمة الحق في الأعيان هو المصدق لهم في علم الله وتحت الأظلة، والمكذب لهم فيها هو المكذب لهم هناك ويدل عليه أيضا صريح كثير من الروايات ثم ذكر للأخذ بها غايتين أشار إلى أوليهما وهي توجب