شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٨٦
به والعلم بحقيقته وغايته كما هي، ووجه السرور بما ذكر أنهم أعداء ونكال العدو وخذلانه موجب للسرور، ووجه ترتب الجزاء عليه أن السرور بنكال العدو يقتضي التدبر في سببه ليمكن التخلص منه والفرار عنه، ثم علل الأمر بالتدبر فيه وفي غيره مما يجب العلم به بذكر ما يتعلق على ضده من المفاسد فقال: (فإنه من يجهل هذا وأشباهه) فيه وفي غيره مما يجب العلم به بذكر ما يتعلق على ضده من المفاسد فقال (فإنه من يجهل هذا وأشباهه) في وجوب معرفته كما دل عليه قوله:
(مما افترض الله عليه في كتابه مما أمر به ونهى عنه ترك دين الله وركب معاصيه) لأن جاهل هذا كثيرا ما يدخل فيه ويترك دين الله وجاهل أشباهه يترك الامتثال بالأوامر والنواهي فاستوجب سخط الله (وأكبه الله على وجهه في النار) استيجاب الأول أبدى دون الثاني وفي الإكباب مبالغة في التعذيب والإذلال، يقال: كبه وأكبه إذا ألقاه على وجهه فأكب هو فكب متعد وأكب متعد ولازم على خلاف المعهود، وفيه تنبيه على أنه ينبغي لأهل الحق أن يعلموا ما يخرجهم عن دينه وما يكمل به دينهم.
(إن الله أتم لكم ما أتاكم من الخير) هو دين الإسلام وإتمامه وإكماله بولاية علي (عليه السلام) وهو إشارة إلى قوله تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) يعني بولاية علي (عليه السلام) أو هو ذكر كل ما يحتاج إليه العباد فيه وهذا تمهيد لما يجيء من أنه لا يجوز فيه القول بالهوى والرأي والقياس بل يجب الرجوع إلى العالم (عليه السلام) (واعملوا أنه ليس من علم الله ولا من أمره أن يأخذ أحد من خلق الله في دينه بهوى ولا رأي ولا مقائيس) أي ليس الأخذ بما ذكر من علم الله المنزل إلى رسوله (صلى الله عليه وآله) أوليس من علمه بأنه حق في دينه ومما أمر به أحدا. وإذا كان كذلك فهو باطل اخترعه أهله لزعمه أن دين الله ناقص لم ينزل فيه جميع ما يحتاج إليه الأمة وفوض تكميلة إليهم ولئلا ينسب الجهل اليه بالسكوت عما لا يعلم ثم أشار إلى أن جميع ما يحتاجون اليه قد أنزله الله تعالى في القرآن بقوله:
(قد أنزل الله القرآن وجعل فيه تبيان كل شيء) حال عن الله أو استيناف لبيان أنهم لا يحتاجون إلى الأخذ بما ذكر لأن القرآن تبيان كل شيء يحتاجون إليه أولا، ثم العلم كله وإن كان في القرآن لكن لا يعلمه كل أحد بالتجربة والاتفاق بل إنما يعلمه جماعة مخصوصون كما أشار إليه بقوله:
(وجعل للقرآن ولعلم القرآن أهلا) يعلمه ويدفع من لفظه ومعناه تحريف المبطلين مع احتمال أن يكون العطف للتفسير. ثم أشار إلى أنه لا يجوز لأهل علم القرآن الأخذ بما ذكر فقال (لا يسع أهل علم القرآن الذين آتاهم الله علمه كله) كما آتاه رسول الله (صلى الله عليه وآله) (أن يأخذوا فيه بهوى ولا رأي ولا مقائيس) فإذا لم يجز ذلك لهم مع كمال نفوسهم وقوة عقولهم وشمول علمهم الأحكام وعللها
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481