شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٩٢
(واعلموا أن ما أمر الله به أن يجتنبوه فقد حرمه) على أن الأوامر القرآنية للوجوب إلا ما أخرجه الدليل وتخصيص الأمر بصيغة اجتنبوا أو حمل التحريم على الأعم من معناه الحقيقي والتنزيهي محتمل بعيد، ويمكن أن يراد بالأمر باجتناب الطاغوت.
(واتبعوا آثار سول الله وسنته فخذوا بها) أمر باتباع آثاره وسنته على وجه العموم وأعظمها أثرا الولاية كما يرشد إليه قوله:
(ولا تتبعوا أهوائكم وآرائكم) في أصول الدين وفروعه خصوصا في الأمة (فتضلوا) من الحق، ثم علل ذلك بقوله:
(فإن أضل الناس عند الله من ابتع هواء ورأيه بغير هدى من الله) الظرف حال عن فاعل أتبع أي متمسكا بغير هاد منصوب من قبل الله تعالى يدل على ذلك ما رواه أيضا في باب من دان الله عز وجل بغير إمام من الله بإسناده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي الحسن (عليه السلام) في قول الله عز وجل (ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله) قال: يعني من اتخذ دينه رأيه بغير إمام من أئمة الهدى. وتعميمه بشموله آثار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسنته محتمل.
(وأحسنوا إلى أنفسكم ما استطعتم) المراد بالإحسان إليها الإتيان بما ينفعها يوم القيامة وتهذيب الظاهر والباطن عن الأخلاق والأعمال الفاسدة وتزيينها بالأخلاق والأعمال الفاضلة.
(فإن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها) رغب في الإحسان وترك الإساءة بأن النفع والضرر راجعان إليكم لا إلى غيركم والعلم به محرك عظيم إلى الإحسان لأن كل أحد يطلب النفع له ويدفع الضر عنه (وجاملوا الناس ولا تحملوهم على رقابكم) جاملوا بالجيم أو الحاء المهملة كما مر وفيه إشارة إلى حسن المعاشرة معهم ظاهرا ولابد منه فإن النفوس العاصية المطيعة لإبليس وجنوده إن وقع الافتراق منهم بالمرة أو وقع المخالطة معهم على وجه الشقاق وإظهار العداوة وثبوا لما فيهم من الغواية والضلالة والغلظة وخشونة الوجه وقلة الحياء إلى الأذى والضرب والشتم والقتل والنهب والمعاشر على هذا الوجه فرد من الطاعة مضافا إلى الرب ظاهرا وباطنا وبه يتم نظام الدين والدنيا جميعا كما أشار إليه بقوله:
(تجمعوا مع ذلك طاعة ربكم) تجمعوا مجزوم بالشرط المقدر بعد الأمر وذلك إشارة إلى الأمر المستفاد من الكلام السابق والمراد بالطاعة التقية أو الأعم منها ومن غيرها (وإياكم وسب أعداء الله..) إلخ أي أئمة الجور وأتباعهم.
(حيث يسمعونكم) دل على جواز الشتم حيث لا يسمعونه ويجوز أن يقرأ بضم الياء من أسمعه إذا شتمه فدل على النهي عن شتمهم مع شتمهم إياكم فكيف مع عدمه.
(١٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 197 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481