شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٩١
ترك الرفع عند الخوف منهم.
(وقال) (عليه السلام): (أكثروا من أن تدعوا الله) أمر بإكثار الدعاء وهو يتحقق بالاشتغال به دائما أو في أكثر الأوقات ويورث جلاء القلب وقرب الحق ثم علل ذلك ورغب فيه بقوله:
(فإن الله يحب من المؤمنين أن يدعوه.. اه) فذكر أنه تعالى يحب من عباده المؤمنين ويستجيب لهم كما قال: (ادعوني أستجب لكم) ويصيره عملا يوجب علو الدرجة في الجنة وأما دعاء الكافرين وإن كان مستجابا فهو مبغوض وليس بعمل ينفعه يوم القيامة.
(فأكثروا ذكر الله.. اه) كل عبادة لها حد إلا ذكر الله تعالى فإنه مطلوب على قدر الاستطاعة والقدرة منه فإن الله تعالى أمر بكثرة الذكر له بقوله: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا) وبقوله: (يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون) إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والمراد به ذكره باللسان والقلب وعند المصيبة والطاعة والمعصية وفي جميع الأحوال.
(والله ذاكر لمن ذكره من المؤمنين) أي مثيب له، سمي ثواب الذكر ذكرا لوقوعه في صحبته، أو المراد أنه ذاكر له في الملاء الأعلى وزمرة الروحانيين ويراد بخير فيما يأتي هذا المعنى أيضا.
(فاعطوا الله من أنفسكم الإجتهاد في طاعته) الطاعة شاملة للذكر وغيره بل كل طاعة ذكر كما يرشد إليه قوله تعالى: (أقم الصلاة لذكري) ثم رغب فيها بقوله:
(فان الله لا يدرك شيء من الخير) الأخروي بالاستحقاق (عنده إلا بطاعته) أما الخير الدنيوي فقد يدركه الكافر أيضا والخير الأخروي بالتفضل قد يدرك بدون الطاعة إلا أن يقال منشأه الطاعة أيضا (واجتناب محارمه التي حرم الله في ظاهر القرآن وباطنه) باطنه لا يعلمه كل أحد فلابد أن يرجع إلى العالم به ولعل المراد بالمحرمات الباطنة ولاية أئمة الجور يدل على ذلك ما ذكره المصنف في باب من ادعى الإمامة وليس لها بأهل بإسناد عن محمد بن منصور قال: «سألت عبد صالحا (عليه السلام) عن قول الله عز وجل: (قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن) قال فقال: إن القرآن له ظهر وبطن فجميع ما حرم الله تعالى في القرآن هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل الله تعالى في الكتاب هو الظاهر، والباطن من ذلك أئمة الحق».
ثم استشهد لذلك بقوله: (فإن الله تعالى قال في كتابه وقوله الحق: (وذروا ظاهر الإثم وباطنه) دل الاستشهاد على أن ظاهر الإثم ما ظهر تحريمه من ظاهر القرآن، وباطن الإثم ما ظهر تحريمه من باطنه وهو على تأويل العبد الصالح ولاية أئمة الجور وقيل: ظاهر الإثم ما يعلن أو ما يصدر بالجوارح وباطنه ما يسر أو ما يصدر بالقلب وقيل: غير ذلك.
(١٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 196 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481