شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٨١
تقديرا بمعنى والاسم القدر بفتحتين والمراد بالخير نعيم الجنان وما فوقها وفيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وإذا كان كذلك فكيف يقدر أحد يقدر قدره ويبين مقداره ويبلغ كنهه؟!
(فاشغلوا ألسنتكم بذلك.. إلى آخره) الشغل بالضم وضمتين ضد الفراغ. شغله كمنعه وأشغله لغة، و «ذلك» إشارة إلى ما ذكر من الكلام النافع وإكثار التهليل وما بعده، وفيه إشارة إلى وجه الفرار من الكلام الباطل بجعل اللسان مشغولا بما ذكر دائما أو في أكثر الأوقات فإن شغله بذلك مانع من صدور ضده ضرورة لأن ما ذكر حينئذ يصير عادة وهي أيضا مانعة منه، ثم أن أريد بأقاويل الباطل ما يوجب الخروج من الإيمان فالخلود ظاهر، وإن أريد بها ما لا يوجبه فالمراد بالخلود طول الزمان واستعماله فيه شايع.
(من مات عليها ولم يتب إلى الله) توبة خالصة يوجب الخروج تبعتها وعدم الرجوع إليها كما أشار إليه بقوله:
(ولم ينزع عنها) فإن التوبة بدون ذلك غير نافعة بل هي استهزاء، وينبغي لمن ابتلي بالمعصية أن يذكر الله تعالى ويتداركها بالتوبة ولا يؤخرها فإن تأخيرها معصية أخرى وأحسن التوبة توبة الشبان وهي تورث محبة الله تعالى وأما توبة الشيوخ وهي وإن كانت مقبولة أيضا لكنه بعد في مقام التقصير، وقد قيل: إن الشيخ الهرم إذا تاب قالت له الملائكة الآن وقد خمدت حواسك وبردت أنفاسك.
(وعليكم بالدعاء) لأنفسكم ولأخوانكم بظهر الغيب فإن الدعاء لهم في نجاح حوائجهم كما دلت عليه الروايات ففي بعضها «لكم مثلا ما دعوتم لهم» وفي بعضها «مائة ألف ضعف».
(فإن المسلمين لم يدركوا نجاح الحوائج) الدنيوية والأخروية، النجاح بالفتح الظفر بالمطلوب واصابته والحوايج جمع الحاجة على غير قياس أو مولدة.
(عند ربهم بأفضل من الدعاء) المقصود أن الدعاء أفضل من غيره في إصابة الحوايج وذلك ظاهر لأنه من عرف أنه تعالى كريم رحيم قادر بمصالح العباد وغيرها وأنه لا ينفعه المنع ولا يضره الإعطاء ورجع إلى العقل والنقل والتجربة والوعد علم أنه إذا رفع حاجته المشروعة إليه تعالى بقلب تقي نقي ونية خالصة كانت مقرونة بالإجابة وأما غيره من الوسائل مثل الاعتماد بالكسب والرجوع إلى الخلق فلا علم له بترتب الحاجة عليه وعلى تقدير ترتبها فهو وسيلة أيضا بأذن الله تعالى فالدعاء أفضل منه وأصل لجميع الحاجات.
(والرغبة إليه) في الخيرات كلها (والتضرع) إليه في تحصيلها (والمسئلة له) هي والسؤال
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481