شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٨٠
في الدنيا من لا يسمع نداء الحق فكأنه لا سمع ولا يتكلم به فكأنه لا نطق له ولا يبصر طريقه فكأنه لا بصر له وفي الآخرة من لا يسمع نداء الرحمة ولا يقدر على التكلم بالمعذرة ولا يبصر وجه الجنة فلذلك قال: (يعني لا ينطقون) في الآخرة بالمعذرة لانتفائها فلذلك قال: (ولا يؤذن لهم فيعتذرون) لاستحالة أن يكون لهم معذرة لا يؤذن لهم التكلم بها وقال بعض المفسرين: معناه لا يرجعون من الضلالة إلى الهدى وتفسيره (عليه السلام) أحسن منه بدليل ما بعده، وإنما خص التفريع بالبكم لأنه يعلم منه حال جاريه بالمقايسة أو أريد بهما الحقيقة (وإياكم وما نهيكم عنه أن تركبوه) أي تقترفوه من ركبت الذنب اقترفته أو تتبعوه من ركبت الأثر تبعته أو تعلوه من ركبت الفرس علوته وقد شبه المنهي عنه بالمركوب في أنه يصل صاحبه إلى مقام البعد من الحق كما يشبه الطاعة به في الإيصال إلى مقام القرب ولما كانت عرصة اللسان وسبعة وهو يحكي عن أحوال المبدء والمعاد والشرايع والأشياء الموجودة والموهومة وعقائد القلوب وأفعال الجوارح كانت خطيئاته غير محصورة وزلاته غير معدودة فلذلك بالغ حفظه مكررا وقال:
(وعليكم بالصمت في كل شيء إلا فيما ينفعكم الله به في أمر آخرتكم) وفي بعض النسخ «من» بدل «في» (ويأجركم عليه) مثل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والنصيحة وإرشاد الخلق وغير ذلك فإنه راجح بل قد يكون واجبا، ولما أمر بالتكلم بالنافع إجمالا أشار إلى بعضه تفصيلا بقوله:
(وأكثروا من التهليل) وهو قول: لا إله إلا الله (والتقديس والتسبيح) وهما التطهير والتنزيه عن العيوب والنقائص والثاني تأكيد ويمكن أن يراد بأحدهما إذ اجتمعا تنزيه الصفات وبالاخر تنزيه الذات عن الشريك والتركيب.
(والثناء على الله) قيل: المفهوم من الصحاح والكشاف وغيرهما من الكتب أن الثناء هو الإتيان بما يدل على التعظيم والتمجيد كلاما كان أو غيره إلا أن في المجمل خصه بالكلام الجميل وهو أنسب بهذا المقام.
(والتضرع إليه) في طلب الحاجات والتوفيق للطاعات والقبول لها وحفظ النفس عن المنهيات وعدم الركون إليها وطلب العافية وخير الخاتمة.
(والرغبة فيما عنده) مع الإتيان بما يوجب الوصول إليه لأن الرغبة في الشيء من غير تمسك بأسبابه حماقة كما دل عليه بعض الأخبار.
(من الخير الذي لا يقدر قدره ولا يبلغ كنهه أحد) أحد فاعل الفعلين على سبيل التنازع والقدر والتقدير بيان قدر الشيء وكميته وكيفيته، يقال: قدرت الشيء قدرا من باب ضرب وقتل وقدرته
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481