للعقل والنقل وبه يخرج غير النافع ان كان مباحا.
(وإياكم أن تذلقوا ألسنتكم) أي تحدوها يقال: ذلق السكين بالذال المعجمة كنصر وفرح وذلقه واذلقه) إذا حده.
(بقول الزور والبهتان والإثم والعدوان) المراد بالزور الكذب والباطل والتهمة وتدخل شهادة الزور قال الله تعالى: (والذين لا يشهدون الزور) والبهتان والبهت الكذب في حق أحد والافتراء عليه وكل ما قلت مما لم يكن فيه فهو من قول الزور والكذب المطلق والإثم أريد به القول المقتضي له كالغيبة والأقوال الفاحشة ونقلها ونقل الأقوال الكاذبة والعدوان الظلم ولعل المراد به الأمر بالظلم كالقتل والضرب والحبس ونحوها، وبالجملة حذر عن مقابح اللسان وأصولها الأربعة المذكورة وكل ما سواها مندرح تحت واحد منها ثم علل التحذير المذكور وحفظ اللسان بذكر مفاسده ومنافعه بقوله:
(فإنكم إن كففتم ألسنتكم عما يكرهه الله مما نهاكم عنه) تنزيها وتحريما كان خيرا لكم عند ربكم في الدنيا والآخرة والتفضيل باعتبار فرض الخير وتقديره في المفضل عليه وذلك شايع والمراد به أصل الفعل.
(من أن تذلقوا ألسنتكم فإن ذلق اللسان) أي حديد اللسان أو حدته والأخير أنسب بالأخبار المذكورة (فيما يكره الله) وهو اللغو من الكلام ومنه إكثار المباح (وفيما ينهى عنه) وهو المحرم منه كالشتم والقذف ونحوهما (مرداة للعبد عند الله) بالكسر أو الفتح اسم آلة أو مكان من ردى كرضي إذا هلك وأصله مردية كمفعلة قلبت الياء الفاء.
(ومقت من الله) مقته تعالى للعبد عبارة عن سلب الإحسان والإفضال والتوفيق إلى الخيرات ووكوله على نفسه المشتاقة إلى الطغيان والعصيان وترك القربات حتى تؤديه إلى الجهالة والبطالة والخسارة والعقوبات.
(وصم وعمي وبكم) الصم بالفتح والصم محركة انسداد الأذن وثقل السمع، والعمى ذهاب البصر كله، والبكم محركة الخرس أو مع عي وبله، أو أن يولد لا ينطق وإنما حملناها على المصدر دون الجمع كما في الآتي ليصح حملها على اسم إن ولا يصح في الجمع إلا بتكلف بعيد وحمل هذه الأخبار على اسم إن من باب حمل المسبب على السبب للمبالغة (يورثه الله إياه يوم القيامة) الضمير الأول راجع إلى ذلق اللسان والثاني إلى كل واحد من الأمور الثلاثة وإنما سماها ميراثا لأنها ثمرة ذلاقة لسانه تصل إليه بعد فنائها (فتصيروا) بهذه الخصال المذمومة (كما قال الله: (صم بكم عمي فهم لا يرجعون)) الصم جمع الأصم والبكم جمع الأبكم، والعمى جمع الأعمى والمراد بهم