واحد (فارغبوا فيما رغبكم الله فيه) من الأمور النافعة لكم.
(وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه) من الدعاء بقوله (ادعوني استجب لكم) وغيره، أو الأعم منه ومن غيره والأول أنسب بالمقام والثاني أنسب بقوله:
(لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله) فإن الفلاح والنجاة منه متوقف على إجابته في جميع ما دعاه إليه ولما نهى عن مناهي اللسان نهى عن المناهي مطلقا واكثارها بقوله:
(وإياكم وإن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم) صغيرا كان أو كبيرا ظاهرا كان أو باطنا. والشره غلبة الحرص وفعله من باب فرح.
(فإنه من انتهك.. اه) الإنتهاك التناول على وجه المبالغة من النهك وهو مبالغة في كل شيء (وهاهنا) ظرف للإنتهاك وفيها [في الدنيا] بدل منه وكرامتها كزيارة الملائكة والفيوضات الإلهية كما قال (ولدينا مزيد) أو الأعم مما ذكر.
(القائمة الدائمة لأهل الجنة) لعل المراد بقيامها ثباتها وعدم زوالها وبدوامها استمرارها بلا تخلل انقطاع أو العطف للتفسير.
(أبد الآبدين) كأرضين والجمع باعتبار القطاعات ولو كانت موهومة والأبد الزمان الذي لا نهاية له والإضافة للمبالغة وفي دوامها.
(واعلموا أنه بئس الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته) الخطر الحظ والنصيب وما يتراهن عليه المتراهنان والمخاطرة المراهنة، ولعل المراد أن من خاطر الله واستبق إلى الخطر الذي أخرجته النفس الأمارة وهو ترك الطاعة وفعل المعصية وانتهى إليه ولا محالة كان معه علمه تعالى حتى انطبق على المعلوم فهو ذو حظ قبيح في الدنيا والآخرة وأما من خاطره واستبق إلى ما جعله تعالى خطرا للعباد وهو فعل الطاعة وترك المعصية وانطبق علمه تعالى بذلك على المعلوم فهو ذو حظ جميل وثواب جزيل ومن الطاعة والمعصية بل أصلهما الإقرار بولاية علي (عليه السلام) وإنكارها ويحتمل أن يراد بالمخاطرة لازمها وهو المبارزة.
وأما حملها على المخاطرة من الخطور والمذاكرة أي من ذكر الله تعالى وذكره سبحانه بهذه الخصلة الذميمة فهو بعيد (فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زايلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها) «في» متعلق بينتهك أو بالمحارم و «منقطعة» صفة للدنيا ولذاتها. «على» متعلق باختار أي اختار هذا الرجل لفقد بصيرته وغلبة شهوته وتوهمه أن الحاضر الفاني خير من الغائب الباقي أن يتناول ما حرمه الله تعالى لذات الدنيا المنقطعة الزايلة بزوال الدنيا أو بالموت أو قبله في حال الحياة أيضا ويؤثره على نعيم الجنة وما يوجب الوصول