شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٨٢
واحد (فارغبوا فيما رغبكم الله فيه) من الأمور النافعة لكم.
(وأجيبوا الله إلى ما دعاكم إليه) من الدعاء بقوله (ادعوني استجب لكم) وغيره، أو الأعم منه ومن غيره والأول أنسب بالمقام والثاني أنسب بقوله:
(لتفلحوا وتنجوا من عذاب الله) فإن الفلاح والنجاة منه متوقف على إجابته في جميع ما دعاه إليه ولما نهى عن مناهي اللسان نهى عن المناهي مطلقا واكثارها بقوله:
(وإياكم وإن تشره أنفسكم إلى شيء مما حرم الله عليكم) صغيرا كان أو كبيرا ظاهرا كان أو باطنا. والشره غلبة الحرص وفعله من باب فرح.
(فإنه من انتهك.. اه) الإنتهاك التناول على وجه المبالغة من النهك وهو مبالغة في كل شيء (وهاهنا) ظرف للإنتهاك وفيها [في الدنيا] بدل منه وكرامتها كزيارة الملائكة والفيوضات الإلهية كما قال (ولدينا مزيد) أو الأعم مما ذكر.
(القائمة الدائمة لأهل الجنة) لعل المراد بقيامها ثباتها وعدم زوالها وبدوامها استمرارها بلا تخلل انقطاع أو العطف للتفسير.
(أبد الآبدين) كأرضين والجمع باعتبار القطاعات ولو كانت موهومة والأبد الزمان الذي لا نهاية له والإضافة للمبالغة وفي دوامها.
(واعلموا أنه بئس الخطر لمن خاطر الله بترك طاعة الله وركوب معصيته) الخطر الحظ والنصيب وما يتراهن عليه المتراهنان والمخاطرة المراهنة، ولعل المراد أن من خاطر الله واستبق إلى الخطر الذي أخرجته النفس الأمارة وهو ترك الطاعة وفعل المعصية وانتهى إليه ولا محالة كان معه علمه تعالى حتى انطبق على المعلوم فهو ذو حظ قبيح في الدنيا والآخرة وأما من خاطره واستبق إلى ما جعله تعالى خطرا للعباد وهو فعل الطاعة وترك المعصية وانطبق علمه تعالى بذلك على المعلوم فهو ذو حظ جميل وثواب جزيل ومن الطاعة والمعصية بل أصلهما الإقرار بولاية علي (عليه السلام) وإنكارها ويحتمل أن يراد بالمخاطرة لازمها وهو المبارزة.
وأما حملها على المخاطرة من الخطور والمذاكرة أي من ذكر الله تعالى وذكره سبحانه بهذه الخصلة الذميمة فهو بعيد (فاختار أن ينتهك محارم الله في لذات دنيا منقطعة زايلة عن أهلها على خلود نعيم في الجنة ولذاتها وكرامة أهلها) «في» متعلق بينتهك أو بالمحارم و «منقطعة» صفة للدنيا ولذاتها. «على» متعلق باختار أي اختار هذا الرجل لفقد بصيرته وغلبة شهوته وتوهمه أن الحاضر الفاني خير من الغائب الباقي أن يتناول ما حرمه الله تعالى لذات الدنيا المنقطعة الزايلة بزوال الدنيا أو بالموت أو قبله في حال الحياة أيضا ويؤثره على نعيم الجنة وما يوجب الوصول
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481