الحق الذي لم يعطه الله أن يعقد قلبه عليه ولم يعطه العمل به حجة عليه يوم القيامة، فاتقوا الله وسلوه أن يشرح صدوركم للاسلام وأن يجعل ألسنتكم تنطق بالحق حتى يتوفاكم وأنتم على ذلك وأن يجعل منقلبكم منقلب الصالحين قبلكم ولا قوة إلا بالله والحمد لله رب العالمين.
ومن سره أن يعلم أن الله يحبه فليعمل بطاعة الله وليتبعنا، ألم يسمع قول الله عزوجل لنبيه (صلى الله عليه وآله):
(قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)؟ والله لا يطيع الله عبد أبدا إلا أدخل الله عليه في طاعته اتباعنا ولا والله لا يتبعنا عبد أبدا إلا أحبه الله ولا والله لا يدع أحد اتباعنا أبدا إلا أبغضنا ولا والله لا يغضنا أحد أبدا إلا عصى الله ومن مات عاصيا لله أخزاه الله وأكبه على وجهه في النار والحمد لله رب العالمين.
* الشرح:
(محمد بن يعقوب الكليني) هذا كلام الرواة عنه أو كلامه بلسانهم أو أخبار عنه بطريق الغيبة «عن محمد بن إسماعيل» عطف على قوله «عن ابن فضال» لأن في مرتبته ولرواية إبراهيم بن هاشم عنه وعطفه على «علي» بعيد جدا كما لا يخفى (كتب بهذه الرسالة) هي بالفتح والكسر الكتاب والمكتوب الذي يرسل إلى الغير.
(وأمرهم بمدارستها) أي بقراءتها وتعليمها وتعلمها (والنظر فيها) بالتفكر والتدبر أو بالبصر أو بهما (وتعاهدها) أي اتيانها مرة بعد أخرى وتجديد العهد بها (والعمل بها) فيما يتعلق بالعمل أو أريد به ما يشمل الإعتقاد بحقيتها أيضا.
(قال: وحدثني الحسن بن محمد) الواو للعطف على «حدثني» وكانت في المنقول لا في كلام الناقل وإلا لدخلت على قال.
واعلم أن الحديث وإن كان ضعيفا بأسانيده الثلاثة عند المتأخرين لكنه غير مضر لأن أثر الصحة في مضمونه لايح مع تأيده بالعقل والنقل.
(بسم الله الرحمن الرحيم) دل على رجحان التسمية في صدر المكاتيب والرقاع تيمنا وتشرفا وتعظيما لمضمونها (أما بعد) التسمية الاستعانة بالله تعالى في جميع الأمور (فاسئلوا ربكم العافية) من الأسقام والبلايا أو من الذنوب أو من أذى الناس قال أمير المؤمنين (عليه السلام) «فنسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة الأبدان».
(وعليكم بالدعة والوقار والسكينة) الدعة الراحة والرفاهية في العيش أمر بالتزامها لا باعتبار أكثار المال بل لإصلاح الحال فإن من أصلح بينه وبين الخلق صديقا كان أو عدوا طاب عيشه وترفه حاله واستقر باله، والوقار بالفتح: رزانة النفس بالله وسكونها إليه وفراغها عن غيره قال الله تعالى: