شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ١١ - الصفحة ١٧٨
كانت مايلة إلى الباطل والمعصية فمن ثم وقع الاختلاف والتعارف بينهما ولا يقع الايتلاف أبدا كما روي: «الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف» وفيه تنبيه على أن اتحاد المنازل في العالم الجسماني لا يستلزم اتحادها في العالم الروحاني ولا بالعكس (لا تحبونهم أبدا ولا يحبونكم) لأن الشيء لا يحب ضده ولا يميل إليه ولذلك ترى كلا من صاحب الخير والشر يميل إلى الجنة مثله ويحبه.
(غير أن الله تعالى أكرمكم بالحق وبصركموه ولم يجعلهم من أهله) المراد بالحق جميع ما أنزل الله تعالى على رسوله وأمره بتبليغه وأعظمه الولاية وقد أكرمكم بجميع ذلك جعلكم على بصيرة منه ولم يجعلهم من أهله لسلب التوفيق عنهم لإبطالهم الفطرة الأصلية الداعية إلى الخير (فتجاملونهم وتصبرون عليهم) لأنكم على خصال شريفة منها المجاملة والمصابرة (وهم لا مجاملة لهم ولا صبر لهم على شيء) لفقدهم جل الفضائل بل كلها إلا ما شذ ومن المعلوم أن بقاء المخالطة متوقف على الصبر والمجاملة بين الطرفين أو بتحققهما من أحدهما ولا يتصوران فيهم لما ذكر فوجبا عليكم لأنهما مطلوبان منكم ولعلمكم بأن فيهما فوائد كثيرة كنجدة النفس وإبقاء النظام وحوالة الانتقام إلى الله وترقب أجر الصابرين وتوقع الأمن من القتل والأسر والبهت سيما إذا كان الظالم قويا وتوقع صداقته وترحمه بمشاهدة العجز والانكسار وفي ضدهما مفاسد كثيرة ولذلك صبر جميع الأنبياء والأوصياء على ما وصل إليهم من جهلاء الأمة ثم أشار إلى أن كل واحد منهم لا يكتفي بما عنده من قصد الإيذاء والصد عن الحق بل هم يتعاونون فيه لشدة الاهتمام به بقوله:
(وحيلهم وسواس بعضهم إلى بعض) الحيلة المكر والروية في الأمور والتصرف فيها للتوصل بها إلى المقصود والوسواس بمعنى الوسوسة كالزلزال بمعنى الزلزلة، والوسوسة الصوت الخفي يقال وسوس الرجل بلفظ ما سمى فاعله إذا تكلم بكلام خفي يكدره وهو فعل لازم ورجل موسوس بالكسر ولا يقال بالفتح ولكن وسوس له أو إليه أي يلقى إليه الوسوسة ثم علل ذلك بقوله:
(فإن أعداء الله إن استطاعوا صدوكم عن الحق) إذ اهتمامهم بالصد المتوقف على الاستطاعة يقتضي الإجتهاد في تحصيلها من كل وجه ومن التعاون ثم أشار إلى أن تلك الحيل لا تنفعهم ولا تضركم بقوله (يعصمكم الله من ذلك) لأنه إما خير أو دعاء وعلى التقديرين لا يضر كيدهم مع عصمة الله تعالى (فاتقوا الله) لأنها حرز من المكاره الدنيوية ومن يتق الله يجعل له مخرجا وطريقا إلى المثوبات الأخروية إن الله يحب المتقين.
(وكفوا ألسنتكم إلا من خير) وهو ما ينفع في الآخرة وفي الدنيا أيضا بشرط أن لا بكون مخالفا
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 183 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 كتاب فضل القرآن 3
2 باب فضل حامل القرآن 22
3 باب من يتعلم القرآن بمشقة 31
4 باب من حفظ القرآن ثم نسيه 32
5 باب في قراءته 35
6 باب البيوت التي يقرأ فيها القرآن 36
7 باب ثواب قراءة القرآن 38
8 باب قراءة القرآن في المصحف 43
9 باب ترتيل القرآن بالصوت الحسن 44
10 باب فيمن يظهر الغشية عند [قراءة] القرآن 52
11 باب في كم يقرأ القرآن ويختم 53
12 باب أن القرآن يرفع كما أنزل 56
13 باب فضل القرآن 57
14 باب النوادر 71
15 كتاب العشرة 89
16 باب ما يجب من المعاشرة 89
17 باب حسن المعاشرة 92
18 باب من يحب مصادقته ومصاحبته 94
19 باب من تكره مجالسته ومرافقته 98
20 باب التحبب إلى الناس والتودد إليهم 105
21 باب إخبار الرجل أخاه بحبه 107
22 باب التسليم 108
23 باب ن يجب ان يبدأ بالسلام 114
24 باب 116
25 باب التسليم على النساء 117
26 باب التسليم على أهل الملل 118
27 باب مكاتبة أهل الذمة 123
28 باب الاغضاء 123
29 باب العطاس والتسميت 125
30 باب وجوب إجلال ذي الشيبة المسلم 132
31 باب اكرام الكريم 133
32 باب حق الداخل 134
33 باب المجالس بالأمانة 134
34 باب في المناجاة 136
35 باب الجلوس 138
36 باب الاتكاء والاحتباء 142
37 باب الدعابة والضحك 144
38 باب حق الجوار 149
39 باب حد الجوار 156
40 باب حسن الصحابة وحق الصاحب في السفر 157
41 باب التكاتب 158
42 باب النوادر 159
43 باب 162
44 باب النهي عن احراق القراطيس المكتوبة 165
45 كتاب الروضة 167
46 صحيفة علي بن الحسين عليهما السلام وكلامه في الزهد 214
47 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 229
48 الخطبة الطالوتية 296
49 حديث أبي عبد الله (عليه السلام) مع المنصور في موكبه 315
50 حديث موسى (عليه السلام) 335
51 رسالة أبي جعفر (عليه السلام) إلى سعد الخير 373
52 رسالة منه (عليه السلام) إليه أيضا 386
53 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 393
54 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 403
55 خطبة لأمير المؤمنين (عليه السلام) 414
56 حديث علي بن الحسين (عليهما السلام) 422
57 حديث النبي (صلى الله عليه وآله) حين عرضت عليه الخيل 426
58 كلام علي بن الحسين (عليه السلام) 433
59 حديث الشيخ مع الباقر (عليه السلام) 444
60 قصة صاحب الزيت 447
61 وصية النبي (صلى الله عليه وآله) لأمير المؤمنين (عليه السلام) 449
62 حديث البحر مع الشمس 462
63 حديث الطبيب 470
64 حديث الحوت على أي شيء هو 472
65 حديث الأحلام والحجة على أهل ذلك الزمان 474
66 فهرس الآيات 481