وبالكفاية حين يستكفي وبالإجابة حين يدعو ولا يتكل بالعمل ولا يغتر بجودته، وقد روي عن الباقر (عليه السلام) أنه قال: قال الله تعالى: «لا يتكل العاملون على أعمالهم فانهم وان اجتهدوا فيها كانوا مقصرين غير بالغين كنه عبادتي ولكن برحمتي فليثقوا وبفضلي فليرجوا وإلى حسن الظن بي فليطمئنوا فان رحمتي عند ذلك تدركهم فإني أنا الله الرحمن الرحيم وبذلك تسميت» - نقلنا بعض مضمون الحديث -.
(وارحم تضرعي) في طلب الحاجات بقضائها. (وإستكانتي) أي ذلي وخضوعي يقال:
إستكان إذا ذل وخضع أي صار له كون خلاف كونه كما يقال: استحال إذا تغير من حال إلى حال إلا أن استحال عام في كل حال وإستكان خاص.
(وضعف ركني) أي قوتي أو جوارحي وأركان كل شيء جوانبه التي يستند إليها ويقوم بها كأركان البيت أو عشيرتي وغيرهم ممن استند إليهم في أمري.
* الأصل:
9 - عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن إسماعيل بن يسار، عن بعض من رواه قال: قال: إذا أحزنك أمر فقل في آخر سجودك: «يا جبرئيل يا محمد، يا جبرئيل يا محمد - تكرر ذلك - إكفياني ما أنا فيه فإنكما كافيان واحفظاني بإذن الله فإنكما حافظان».
* الشرح:
قوله: (إذا أحزنك أمر) أحزنه بالحاء المهملة والزاي المعجمة والنون جعله حزينا فهو محزون وبالباء الموحدة نابه وأصابه ويؤيد الأخير ما رواه مسلم في باب الدعاء وفسره العياض والمازري بأنه بالحاء المهملة والزاي المعجمة والباء الموحدة بمعنى نابه وأصابه.
(فقل في سجودك: يا جبرئيل يا محمد، يا جبرئيل يا محمد - تكرر ذلك -) التكرار ان كان عبارة عن ذكر الشيء مرة بعد اخرى كما هو المعروف فقد حصل بالمذكور فقوله: «تكرر ذلك» بمنزلة قوله: تقول ذلك مرتين وان كان عبارة عن إعادة مجموع الذكرين فلابد من إعادته ثانية والتكرار إلى انقطاع النفس أو إلى أي قدر شاء محتمل.
* الأصل:
10 - علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن أعين، عن بشير بن سلمة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: ما ابالي إذا قلت هذه الكلمات لو اجتمع علي الإنس والجن: «بسم الله وبالله ومن الله وإلى الله وفي سبيل الله وعلى ملة رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري، اللهم