والنوم وذلك مما يحجبه ويحجزه عن عظيم مقامه فرآه ذنبا بالنسبة إلى ذلك المقام العلى وهو حضوره في حضرة القدس ومشاهدته ومراقبته وفراغه مع الله مما سواه فيستغفر لذلك وإن كانت تلك الامور من أعظم الطاعات، وقيل سببه تغشي السكينة قلبه لقوله تعالى: (فأنزل الله سكينته على رسوله) فالإستغفار لإظهار العبودية والافتقار والشكر لما أولاه، وقيل سببه حالات حسنة وافتقار فالاستغفار شكر لها، قال المحاسبي: خوف المقربين خوف اجلال واعظام، وقيل سببه شيء يعترى القلوب الصافية مما يحدث في النفس من الملامة والحديث والغفلة فيشوشها، وقيل أنه (صلى الله عليه وآله) كان يترقي في كل يوم إلى مقام أعلى من الذي كان قبله فيجعل الكون في المقام الذي انتقل عنه كالذنب بالنسبة إلى المقام الذي يترقي إليه وإن كان من المقامات العالية.
(٢٩٤)