فقهرهم بالايجاد والافناء وغلبهم بالاعدام والإبقاء فلا يملكون المنع والدفع ولا الضر والنفع وقد يكون علوه تعالى عبارة عن تنزهه عن صفات المخلوقين وسمات المصنوعين والأشباه والأضداد والأمثال والأنداد.
(والحمد لله الذي ملك فقدر) أي ملك رقاب الأكاسرة وأعناق القياصرة وزمام المخلوقات وتمام المصنوعات فقدر على امضاء ما أراد واجراء ما شاء عليهم من الأحياء والإماتة والإبقاء والإزالة والصحة والسقم وغيرها من الامور المعلومة لنا وغير المعلومة.
(والحمد لله الذي بطن فخبر) من الخبر وهو العلم أي دخل علمه في بواطن الأشياء فعلم بواطنها كما علم ظواهرها أو بطن من الأبصار والأوهام واحتجب من العقول والأفهام فلا يدركه بصر ووهم ولا يحيط به عقل وفهم وهو يدركها كما قال تعالى (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير) والأول أنسب كما لا يخفى.
(والحمد لله الذي يحيى الموتى) في القبر والحشر أو الأعم الشامل لإحياء المواد الحيوانية بإفاضة الأرواح واحياء القلوب الميتة بإفاضة المعارف.
(وهو على كل شيء) من الممكنات (قدير) فلا يستطيع أن يجاوز شيء منها عن تقديره وتدبيره وإرادته وقضائه على نحو ما أراد.