* الشرح:
قوله: (إنما هي ساعتك التي أنت فيها) أي ما دنياك إلا ساعتك التي أنت فيها، وتحمل شدائد الصبر فيها لسرور الأبد سهل عند من آمن بالله واليوم الآخر، وطلب الشهوة فيها يوجب حزنا كما دل عليه قوله (عليه السلام) فيما مر: «كم من شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا».
5 - عنه، عن بعض أصحابنا رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام): «احمل نفسك لنفسك فإن لم تفعل لم يحملك غيرك».
* الأصل:
6 - عنه، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: «إنك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء وعرفت آية الصحة ودللت على الدواء، فانظر كيف قيامك على نفسك».
* الشرح:
قوله: (قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: إنك قد جعلت طبيب نفسك وبين لك الداء وعرفت آية الصحة - إلى آخره) المراد بالداء الداء النفساني والبدني من الأمراض القلبية والأعمال الفاسدة البدنية، وبالدواء أضداد تلك الأمراض والأعمال، وبآية الصحة الإيمان على احتمال، فإذا عرفته وعرفت الداء والدواء فكن طبيب نفسك. وعالج كل داء بضده من الدواء كما أشار إليه بقوله:
(فانظر كيف قيامك على نفسك) فإذا قمت على الداء ولم تعالجه بالدواء فقد قتلت نفسك ومن قتل نفسه فجزاؤه جهنم خالدا فيها.
* الأصل:
7 - عنه، رفعه قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: «اجعل قلبك قرينا برا أو ولدا واصلا واجعل عملك والدا تتبعه واجعل نفسك عدوا تجاهدها واجعل مالك عارية تردها».
* الشرح:
قوله: (قال أبو عبد الله (عليه السلام) لرجل: اجعل قلبك قرينا برا أو ولدا واصلا واجعل عملك والدا تتبعه - إلى آخره) القرين البار المصاحب الصالح، وهو الذي يهديك إلى ما ينفعك، ويمنعك عما يضرك، والولد الواصل هو الذي لا يفعل ما يؤذيك أصلا وقد شبه القلب أعنى العقل بهما للمشاركة بينه وبينهما في هذا المعنى، وشبه العمل الصالح بالوالد لأنه يوصل الخير العظيم والنفع الجسيم إليه كالوالد، وشبه النفس الأمارة بالعدو لأنها أعدى عدو للإنسان. فلابد من قتل متمنياتها القاتلة وشهواتها الباطلة لتطيع العقل فيما يأمرها به وينهاها عنه، وشبه المال بالعارية في قطع التعلق به أو في أنه ليس فيه إلا المشقة.