وبالإسناد عن الصدوق محمد بن علي رحمه الله قال حدثنا محمد بن الحسن ابن أحمد بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى بن عبيد عن سليمان بن جعفر الجعفري قال: قال الرضا " ع " المشية والإرادة من صفات الأفعال فمن زعم أن الله عز وجل لم يزيل مريدا وشائيا فليس بموحد، وبالاسناد المتقدم عن الصدوق محمد بن علي بن بابويه رحمه الله قال حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه قال أخبرنا أبو محمد الحسن ابن محمد بن علي بن صدقة القمي قال حدثنا أبو عمر ومحمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي قال حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي يقول اجتمع سليمان المروزي متكلم خراسان بمولانا أبي الحسن الرضا " ع " عند المأمون فقال سليمان يا سيدي أسألك قال الرضا " ع " سل عما بدا لك قال ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما وصفة مثل حي وسميع وبصير وقدير قال الرضا " ع " إنما قلتم حدثت الأشياء واختلفت لأنه شاء وأراد ولم تقولوا حدثت واختلفت لأنه سميع بصير فهذا دليل على أنها ليست مثل سميع ولا بصير ولا قدير، قال: سليمان فإنه لم يزل مريدا قال يا سليمان فإرادته غيره قال نعم قال فقد أثبت معه شيئا غيره لم يزل قال سليمان ما أثبت قال الرضا " ع " أهي محدثة قال سليمان لا ما هي محدثة فصاح به المأمون فقال يا سليمان مثله يعايا أو يكابر عليك بالانصاف اما ترى من حولك من أهل النظر ثم قال كلمه يا أبا الحسن فإنه متكلم خراسان فأعاد (ع) عليه المسألة فقال هي محدثه يا سليمان فان الشئ إذا لم يكن أزليا كان محدثا وإذا لم يكن محدثا كان أزليا قال سليمان ان ارادته منه كما أن سمعته منه وبصره منه وعلمه منه قال الرضا " ع " فإرادته نفسه قال لا قال " ع " فليس المريد مثل السميع والبصير قال سليمان إنما أراد نفسه كما اسمع نفسه وابصر نفسه وعلم نفسه فقال الرضا " ع " ما معنى ارادته نفسه أراد أن يكون شيئا أو أراد أن يكون حيا أو سميعا أو بصيرا أو قديرا قال نعم قال الرضا " ع " أفبإرادته كان ذلك قال سليمان نعم
(١٤٣)